تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
تصانيف
ومن ملوكها «ددكارع» اكتشف المعادن في وادي مغارة، وابتنى هرما لم يعلم مكانه، ولرجال دولته عدة مقابر في سقارة.
ومن ملوكها «أوناس» أو «أنوس» بنى هرما في سقارة إلى الجنوب الغربي من الهرم المدرج، ترى حوله كثيبا من الرمال والحصى قد تراكمت هناك عندما حاولوا فتحه سنة 1881 مما تساقط من كسائه الخارجي، وكان عرض قاعدته 220 قدما، ولا يبلغ هذا القدر الآن؛ لما لحقه من الهدم والتساقط، وذلك لأنهم كانوا يعتقدون أن في هذه الأهرام كنوزا فيحاولون فتحها هدما، ولما هدموا هذا الهرم بعد المشقة لم يجدوا فيه إلا تابوت الملك من المرمر الأسود، وذراعه الأيمن، وساقه، وقطعا من أكفانه. (1-6) العائلة السادسة الأسوانية (حكمت من سنة 4325-4122ق.ه/3703-3500ق.م وعدد ملوكها 6)
من ملوك هذه العائلة «مريرع» اتخذ جزيرة أسوان سريرا لمملكته التي كانت شاملة لسائر القطر المصري، ومن ذلك الحين جعلت منف تنحط، وكان له وزير اشتهر بالدراية والحكمة، فعهد إليه بنظارة الأشغال، فقام بأعبائها حق القيام، فتضاعفت المحصولات، ولهذا الوزير حجر في متحف بولاق منقوش عليه ما يفهم منه شيء من سيرته.
ومن أعمال «مريرع» أنه فتح طريقا تجارية بين قفط والبحر الأحمر، وخط مدينة في مصر الوسطى، وأصلح معبد دندرة، وفتح بلاد الشام، واستولى عليها، كل ذلك مدون نقوشا على حجر وزيره المتقدم ذكره، وخضعت له النوبة وليبيا والحبشة وطور سينا، وهو أشهر ملوك هذه العائلة.
ومن ملوكها «مرنرع» الأول ابن المتقدم ذكره، ويسمى «سوكر مساف» وهو أول من اصطنع سفينة في مصر بهمة ودراية وزيره الذي كان وزيرا لأبيه قبله.
ومن ملوكها أيضا الملكة «ثيتوقريس» كذا دعاها مانيثون، وقال: إنها كانت أجمل وأكمل أهل عصرها، وكانت مع ذلك ذات حيلة ومكر، فكان لها أخ اتخذته بعلا فقتله بعض رجال دولته قبل توليتها الملك. فلما تولت أخذت تسعى في طلب الثأر فاصطنعت سردابا تحت الأرض يصل بين النيل ومحل أعدته لوليمة دعت إليها نفرا من الأعيان ورجال الدولة، ومن جملتهم القاتل، فلما التأم الجمع واشتغلوا بالوليمة فتحت باب السرداب من جهة النيل فسار الماء فيه إلى قاعة الوليمة فأغرق جميع من كان هناك. أما هي فأسرعت من غيظها وألقت نفسها في الرماد الحار فماتت.
وفي أيام هذه العائلة أتقنت الرسوم على أسلوب خاص بحيث أن من تعود معاينة الآثار المصرية يقدر على تعيين أي رسم كان من رسوم هذه العائلة. (1-7) العائلتان السابعة والثامنة المنفيتان والتاسعة والعاشرة الأهناسيتان (حكمتا من سنة 4122-3686ق.ه/3500-3064ق.م)
لم يعلم ما الداعي لطموس أخبار هذه العائلات؟ على أنه قد علم أن قاعدة العائلتين الأوليين كانت منف، والأخريين أهناس، وربما وجد في أهناس المدينة شيء من آثارهم إلا أنها على كل شيء لا تستحق الذكر. (2) الدولة الملكية الوسطى (2-1) العائلتان الحادية عشرة والثانية عشرة الطيبيتان سريرهما طيبة (حكمتا من سنة 3686-3473ق.ه/3064-2851ق.م، وعدد ملوكهما 24)
أول ملوك العائلة الحادية عشرة «أنتف عا» لم يكن من ذوي العصبية الملكية، إنما كان من عمال ملوك أهناس المدينة في الوجه القبلي. على أنه كان مهوبا لسطوته وعلو همته. بنى هرما من الطين في الجهة المعروفة بذراع أبي النجا بمديرية قنا، وجعل في وسطه ضريحا متقنا دفنت فيه جثته في تابوت غطاؤه مطلي بالذهب، استخرجه أهل تلك الناحية وذهبوا به. فلما توفي قام ابنه «منتوحتب» فجعل نفسه من مصاف الملوك، وليس له من الآثار ما يذكر به.
ومن هذه العائلة أيضا «أنتف الرابع» تمكن بحكمته وبطشه من الاستيلاء على الوجه القبلي رغما عن ملوك أهناس، واستقل بالحكم عليه وعلى آسيا الشمالية، وقد قال «إني استوليت على الوجه البحري» ولا مثبت لقوله، ومن مآثره أنه جدد بنايات رفيعة العماد في جهة قفط استعملت أنقاضها في هذه الأيام لبناء قنطرة، ولما مات دفن في ذراع أبي النجا، وقد وجدوا من آثاره مسلة بالقرب من العرابة المدفونة.
صفحة غير معروفة