أحمد مختار
في 15 جمادى الثاني سنة 1312ه
وقرظه حضرة العالم المحقق سعادتلو «إسماعيل باشا الفلكي» ناظر مدرسة المهندسخانة والرصدخانة سابقا، فقال:
إن أبهى ما تزدان به الطروس، وترتاح إليه النفوس، حمد من اطلع في سماء العلوم هلالا يفيض نوره على العالمين، ويهدي بضوئه المسترشدين، والصلاة والسلام على قطب دائرة الوفاء، وصحابته الذين أظهروا أسرار العلم من زوايا الخفاء. وبعد؛ فقد سرحت الفكر في رياض هذا المؤلف العزيز المثال، وأمعنت النظر في غرره التي لم ينسج لها على منوال، فوجدت أن مؤلفه الفاضل قد جمع فيه من الفوائد ما لا يدخل تحت عد حاسب، ولا يقوم بحصره قلم كاتب. أظهر مكنونات كانت مودعة في زوايا النسيان، فأزال حجابها حتى تراءت للعيان، ومثل علم المواقيت أحسن تمثيل، بما لم يعهد له مثيل، فسهل على كل معرفة الميقات، فلا غرابة أن عددناه له من أعظم الحسنات، فكم ترك الأول للآخر، من عظيم المحاسن وشريف المآثر، نعم فهو نتيجة فكر رشيد، وعقل سديد، ورياضي له ذكر بين مشاهير الرجال، وله في أفئدة معاصريه جزيل الآمال، فنفع الله به وطنه، وأدام عليه من مدرار علومه ما يجعل أهل العصر الحاضر يرفعون له ألوية الشكر، ويقدمون إليه عظيم الثناء، وأكثر الله من أمثاله بين ظهرانينا لتقدم المعارف والعلوم.
وقرظه حضرة العالم الفاضل عزتلو أحمد بك ذهني ناظر مدرسة المهندسخانة الخديوية فقال:
ما أبدعته أفكار الحكماء الأوائل، وجالت في ميادين اختراعه جياد أقلام الأفاضل، ورصدت كواكب إدراكه نفس «إقليدوس»، ودارت على محور الإمعان دائرة أنظار «بطليموس»، بأعظم مما أنتجته أفكار من قسم على صحيح تصوره جمع المعارف والآداب، واطرحت دون بلوغ شأوه أقوال النبلاء في زوايا الانقلاب، همام لم تدون قاعدة في فن إلا وله بها الإلمام الشافي، والرأي السديد الوافي، ولا سيما علم الرياضة الذي غدا به كالرياض اليانعة، وغدت شموس أفكاره في بروج مطالعه ساطعة، كيف لا وهو المولى الذي يشار إليه بالبنان، ويشهد له بإحراز قصبات السبق في مضمار الرهان، ويقصر عنه في حلبته كل عالم وكاتب، السري اللوذعي «إدريس بك راغب»، فقد طالما بذل النفس والنفيس لنفع بلاده وأبناء وطنه، وغمرهم من بحار علومه بما تركهم مشمولين بمننه.
ومما صار عنوانا على تالد فضله وطريفه، وشاهدا عدلا على رائق معناه ولطيفه ، كتابه الذي بزغت في سماء الانتفاع أنوار أهلته، وجل عن الحساب تعداد منفعته، حيث كان هداية للناسك إلى سواء السبيل، وحسما للنزاع وإبطالا للقال والقيل، فلا غرو أن تسابقت نفوس الأدباء طرا إلى اقتنائه، فهو الحري بأن يبذل العاقل روحه ومدخر ماله في الحصول عليه وشرائه، ولقد سرحت ذهني في رياض سطور طروسه، وأجلت الأفكار في استجلاء مطالع شموسه، فإذا به كتاب غدا قطبا لدائرة أفكار الفضلاء، وشمس أفهام الألباء، كتاب قد أجزل الأنام منافعه، وهل تنكر الشمس في الرابعة، ولا يفوتك أن اسمه وافق مسماه، ونفح مسك طيبه وشذاه، فلا جرم أن كان راحة النفس في معرفة الأوقات الخمس، ولمثل هذا فليعمل العاملون، وبجزيل فوائد فرائده فليتنافس المتنافسون.
وقرظه جناب العلامة الفاضل الدكتور «فارس نمر» منشئ المقتطف والمقطم فقال:
تصفحت كتاب «طيب النفس بمعرفة الأوقات الخمس»، فإذا هو مثل سائر ما نفثه يراع العالم الرياضي الكاتب سعادة «إدريس بك راغب» كتاب كلامه قل ودل، وبحثه عميق، ومعناه دقيق، ومنهجه منهج أرباب العلم والتحقيق، ولقد طال بحث الأئمة المتقدمين في توقيت الصلوات وكثرت كتب العلماء المحدثين في تعيين جميع الأوقات، ولكني لم أعثر بكتاب استوفى تحقيق المتقدمين واستقصى تدقيق المتأخرين قبل هذا الكتاب المستطاب الذي راعى في تعيين أوقات الصلوات الخمس فرق انكسار شعاع الشمس في الهواء محسوبا على اختلاف ضغط الجلد، وتفاوت درجة حرارته وانخفاض أفق الناظر، فجاء كتابا يعين به المصلي أوقات صلواته ويستعين به العالم على حساب أوقاته، لا زال مؤلفه الفاضل ينفع الشرق بعمله ومعارفه وينفح أهله بفضله وعوارفه.
فارس نمر
صفحة غير معروفة