وفي مدة حكم إدورد الخامس ورتشرد الثالث أخذت الماسونية في إنكلترا بالانحطاط، وكانت تزهو في اسكوتلندا وألمانيا وغيرهما من الممالك الأوروبية، وما لبثت أن عادت فزهت ونهضت في إنكلترا بجلوس هنري السابع على سرير الملك.
هنري السابع ملك إنكلترا
سنة 1500ب.م:
ولد هذا الملك سنة 1458، وتوفي سنة 1509، وكان أول ملك من العائلة التيودرية، ويتصل نسبه بابن إدورد الثالث، وقبل أن يجلس على عرش الملك كان يدعى الكونت دي ريشمون، وبعد انكسار اللانكستريين في نيوكسبري سنة 1471 جاء إنكلترا بجيش عرمرم فحارب رتشرد الثالث وقهره سنة 1485، وقتل رتشرد في تلك المعركة فانتخب هنري ملكا على إنكلترا وتزوج إليصابات ابنة إدورد الرابع، وبذلك حقن الدماء بين عائلتي يورك ولانكستر بعدما كادتا تهلكان في حرب الوردتين الشهيرة بالتاريخ التي دامت أكثر من ثلاثين سنة، وهلك بسببها ألوف من العائلتين وأحزابهما. وبزواجه هذا أخذ حقوق العائلتين المتنازعتين، ونازعه كثيرون الملك فحاربهم هنري وانتصر عليهم. وكان يكره الحروب والفتن وهو الذي جعل لإنكلترا قاعدة سارت عليها من ذلك الحين، وهي أن لا تشهر الحرب عاجلا، بل يجب أن تستعمل الإناءة لأجل المداولات واتخاذ وسائل السلم أولا، ثم توسط الغير لإزالة الموانع قبل المبادرة إلى سفك الدماء، وربما اقتبس ذلك من المبادئ الماسونية الطاهرة. ولا يبعد أن تحالفه مع جمس الرابع ملك اسكوتلندا الرئيس الأعظم للمحافل الماسونية فيها وتزوجه بابنته مرغريت نجم عن اتفاق ماسوني أو فكرة سلمية لتوطيد الأمن. وكان هنري يحب تخفيف سطوة أشراف البلاد فأدخل أواسط الشعب بالخدامات الأميرية، ورقى كثيرين حتى أوصل مقاماتهم إلى مقامات أبناء الأشراف.
وكان يميل إلى حشد المال؛ ولهذا السبب قبل من «شارل الرابع» ملك فرنسا أربعمائة ألف ليرة وأخلى مقاطعة بريتانيا، وهي أملاك إنكلترا الوحيدة التي كانت باقية لها في فرنسا، وقيل إنه وجد في قصره بعد موته مبلغا يضاهي العشرة ملايين ليرة إنكليزية.
وكان لفرط ما وعاه من المال أغنى ملوك العالم في وقته وكانت ملذته أن يرى الذهب مكدسا أمامه يتلذذ بمرآه وله قصص مختلفة يطول شرحها ذكرتها التواريخ في محلاتها.
وكانت الماسونية في بداية عمره تجتمع تحت رعاية أستاذ مار يوحنا ويعضدهم تلامذته في أعمالهم، وكانت اجتماعاتهم في رودس (مالطة الجديدة).
وسنة 1500 انتخبوا «هنري» حاميا لهم، فقبل ذلك بسرور، فعادت الماسونية إلى عقد اجتماعاتها بنجاح مدة حمايته لها.
سنة 1502ب.م:
وفي 24 يونيو سنة 1502 اجتمع رؤساء المحافل الماسونية وكبار موظفيها في قصر الملك هنري، وكان هو نفسه رئيسا عليهم فعين «يوحنا أسلب» كاهن وستمنستر والسر رجينالد براي من فرسان رباط الساق حارسين لذلك الاجتماع وخرج باحتفال عظيم وحوله الجماهير إلى الجانب الشرقي من وستمنستر أبي ووضع حجر الزاوية للكنيسة المعروفة بكنيسة هنري السابع إلى اليوم، وقد أثر هذا الاحتفال التأثير اللازم في الشعب وجعل للماسونية اسما عظيما. وقد وصف التاريخ الماسوني هذه الكنيسة، فقال:
صفحة غير معروفة