ولما كان التاريخ مرآة الأحوال، كانت الطريقة المثلى لتبيان حقيقة غاية هذه الجمعية - بعد ما تقدمت الإشارة إليه - أن نوضح لدى قراء العربية مختصر تاريخها منذ نشأتها إلى هذه الأيام، مع الإشارة إلى ما رافق سيرها من الحوادث في سائر أنحاء العالم على اختلاف الزمان والمكان، واستيفاء الكلام عن كيفية نشأتها. وبناء على ذلك قد أخذت على نفسي القيام بذلك العمل مع علمي بعجزي، وبما يحول دون ذلك من العقبات وتجشم المشاق في جمع أخبار هذه الجمعية، ولا سيما أخبار فروعها الشرقية، لأني قد عنيت إتماما لذلك بمكاتبة سائر جهات المشرق التي اتصل بي شيء عن أحوال الماسونية فيها، فكتبت إلى كثير من الإخوان الغيورين في تلك الجهات من ذوي الاطلاع على ما نحن في صدده، فوردت إلي إفاداتهم وعليها كان اعتمادي في الحوادث الماسونية الشرقية الحديثة. وإني أغتنم هذه الفرصة للثناء على بعضهم جهارا، وهم الذين أذنوا لي بذكر أسمائهم، فمنهم الأخ المحترم نقولا حجي رئيس محفل لبنان سابقا (بيروت)، والأخ المحترم وليم أسعد خياط رئيس محفل فلسطين. أما في تاريخ الماسونية في مصر، فمعظم الفضل عائد لحضرة الأخ الكلي الاحترام سوليتوري افنتوري زولا رئيس أعظم المحافل المصرية سابقا؛ لأني قد استعنت به في استخراج معظم ما ذكرته عن الماسونية في مصر، من الكتب والمنشورات الرسمية المطبوعة في المحفل الوطني المصري.
أما ما بقي من سير الماسونية في أوروبا وغيرها، فقد اعتمدت فيه على أشهر ما كتب في كتب الإفرنج من إنكليز وفرنساويين. ولزيادة التأكيد أذكر للقارئ أشهر الكتب التي استعنت بها في كتابة هذا التاريخ، وهي:
تاريخ الماسونية
تأليف ريبولد
فرنساوي
تاريخ الماسونية
تأليف فندل
إنكليزي
تاريخ الماسونية
تأليف أرنولد
صفحة غير معروفة