وقد ساعدتها أيضا حماية الملك شارلس الثاني كما تقدم.
جاك الثاني والماسون
وفي سنة 1685 أدخل الملك جاك الثاني إلى الماسونية درجة «شفاليه القديس أندريا»، وكان إذ ذاك أستاذا أعظم لطريقة هيرودوم كلوينينغ التي جعلها روبرت بروس - ملك اسكوتلاندا - سنة 1314 مكافأة للماسونيين الذين جاهدوا من أجله.
وكان الملك جاك الثاني على دعوة المذهب الكاثوليكي، لكنه أعطى الحرية التامة لسائر الأديان والمذاهب، وصرح لكل من دعاتها أن يتبع ما يدعوه إليه ضميره ولا يبالي، فنتج من ذلك التظاهر انشقاق بين الطوائف المسيحية ومن ضمنها الماسونية، فكانت إنكلترا إذ ذاك على حزبين عظيمين، وكل منهما كان يحاول التداخل في الأعمال السياسية؛ فالحزب الواحد وهم الماسون الاسكوتلانديون تشيعوا للملك جاك الثاني، وبعبارة أخرى للجزويت، والحزب الآخر كان من الماسون الإنكليز ومن غرضهم خلع ذلك الملك، وكان كل من الطرفين يحاول الفوز لنفسه، وأخيرا فاز الماسون الإنكليزيون وفر جاك الثاني وكثير من الجزويت والأعيان.
غيليوم الثالث والماسونية
وفي سنة 1695 ذبلت الماسونية نوعا لما طرأ عليها من الحوادث السياسية الداخلية، لكنها في أيام غيليوم الثالث كانت تحت رعايته، فعادت إلى رونقها؛ لأنه انتظم في سلكها وترأس عليها مرات كثيرة في محفل همتون كورت.
والماسونية في الجيل السابع عشر لم تبن بناية تستحق الذكر، وقد رأيت كيف أن موضوعها كاد ينقلب من العملي إلى الرمزي لكثرة من انتظم في سلكها من ذوي المناصب العالية، ورجال العلم. على أنها كانت تعمل أفضل الأعمال وأسمى الغايات، ألا وهو تهذيب العقول وبث روح الفضيلة.
وإذا تأملنا قليلا يتبين لنا أن الفضل في كل ذلك للإخوة الذين اشتهروا بالمزايا الشخصية من العلم والفضيلة والهمة، وبعضهم ترأس على أعمال هذه الأخوية في إنكلترا على الخصوص، وسنأتي في آخر هذا الكتاب على ذكر أسماء بعض أولئك الأفاضل، بحسب زمن ظهورهم في العالم الماسوني.
خطوة نحو الماسونية الرمزية
وفي أوائل الجيل الثامن عشر نحو سنة 1703، أخذ عدد الماسون بالتناقص رغما عن اجتهاد الأستاذ الأعظم كريستوف رين؛ فأهملوا الاحتفالات السنوية، وكان في لندرا أربعة محافل قد قاربت السقوط، فارتأى محفل القديس بوليس - ويدعى الآن محفل الآثار القديمة - أن يتخذ أسلوبا جديدا يسترجع به ما خسرته الماسونية بسيرها على الأساليب الأخرى، فأصدر منشورا مآله: «إن الامتيازات الماسونية لن تكون من الآن وصاعدا محصورة في البنائين العمليين، لكنها ستكون مشتركة بينهم وبين من ينتظم في سلك هذه الجمعية من أي مهنة كانت، بشرط أن يكون مصادقا على قبوله بطريقة رسمية قانونية.»
صفحة غير معروفة