8
وميجار في سنة 731 وسرقوسة
Syracuse
في سنة 734 وما مضت عليهم بضع سنين حتى استعمروا ساحلي الجزيرة شرقا وجنوبا، ثم إن كوليوس الذي أصله من جزيرة ساموس أوغل في سيره إلى ما وراء صقلية؛ حتى وصل إلى قادر (قادس) وعقد مع إسبانيا علائق متجرية أوثقها الفوكيون من بعده وأيدوها تأييدا وطيدا.
وقد أتمت قرطاجة ما بدأ به اليونان، فإنها ما لبثت أن أزالت كل بهجة لجارتها أوتيكة وهادروميت ولبتيس ثم تنازعت في التجارة والمكسب مع تلك المدينة (صور) التي كانت هي سببا في وجودها من العدم، وإذ كانت صور غير قادرة على حماية الأمم والمخازن المتجرية التابعة لها لاشتغالها بمجالدة آشور وكلديا؛ اضطر الفينيقيون في صقلية بعد أن طردهم اليونان إلى غرب الجزيرة وشمالها إلى الدخول تحت حماية قرطاجة كما فعل إخوانهم المتوطنون بسواحل إسبانيا وإفريقية، بعد أن أعيتهم الحيلة في التخلص من إيقاع البرابرة بهم وإيذائهم لهم فلما كان منتصف القرن السابع لم يكن لفينيقية مستعمرة واحدة تعترف بسيطرتها حتى ولا قبرس، فقامت المملكة القرطاجية بدلا عن المملكة الفينيقية.
خلاصة ما تقدم (1)
كان الفينيقيون لا يعرفون سوى الملاحة بجانب السواحل، فكانوا لا يبتعدون عنها إلا عند الضرورة القصوى، كاجتياز زقاق في البحر يفصل بين قارتين، وقد بدءوا باستعمار قبرس لما فيها من المعادن الوافرة، وخصوصا النحاس. (2)
ثم أحدثوا كثيرا من المستعمرات على ساحلي كيليكيا وكاريا وفي جزيرة رودس وجزائر الأرخبيل وشطوط بحر مرمرا، بل ويقال أنهم أوغلوا في سيرهم حتى بلغوا منتهى البحر الأسود. (3)
وانتقلوا من رودس إلى اقريطش (كريد) ثم إلى بلاد اليونان التي بالقارة، وقد جاء في الروايات أنهم أسسوا مدينة ثيبة في بيوسيا، ثم طردهم مينوس من جزيرة أقريطش ومن جزائر سقلادس ثم جاء الأكائيون فاستقروا بجزيرة قبرس وانتزعوا منهم قسما من الجزيرة (في حدود القرن الثالث عشر). (4)
فاستعاض الفينيقيون هذه الخسائر بمستعمرات كثيرة في صقلية وسردانية وجزائر الباليار وفي إفريقية وفي إسبانيا وكان من نتائج تأسيس مدينة قادر في نحو سنة 1100 تأييد السيطرة الصورية في إقليم بيتيكا.
صفحة غير معروفة