شكل 14-5:
أسد من البرونز بمتحف اللوفر.
وهذا الإتقان يشاهد أيضا في الأشياء القليلة المصنوعة من سن الفيل، التي لم تعبث بها يد الضياع وخصوصا في الأسطوانات العديدة أو الأختام التي من حجر صلب من أنواع مختلفة وهي توجد بكثرة في خرائب المدائن أما النقش الصناعي؛ أي النقش الدقيق فكان بالغا في الإتقان مبلغ النقش في الأشياء الجسيمة، بل كانت صناعة الآشوريين والكلدانيين ذات مقام جليل في العالم القديم يحاكي ما كان لصناعة المصريين.
خلاصة ما تقدم (1)
لما كانت كلديا مكونة من طمي الأنهار فلذلك ليس فيها شيء من أحجار البناء، وهذا ما حمل أهلها على استعمال اللبن النيئ أو المطبوخ في مبانيهم. (2)
أن أقدم الآثار في كلديا السفلى؛ أي في مدينة أورو ، ولارسام، وأوروك، ولاجاش، هي عبارة عن معابد وقصور مشيدة على أساس من اللبن النيئ، ويتوصل إليها بسطوح مائلة أو سلالم عرضية ويشرف عليها في العادة برج هرمي ذو أدوار يسمونه زجورات، وهذا البرج الهرمي هو أهم ما تتميز به العمارة الكلدانية فكانت هذه القصور والمعابد مزخرفة في الداخل والخارج برسوم على بلاط، أو بطوب مطلي بالمينا. (3)
العمارة الآشورية هي نفس العمارة الكلدانية، وكانت قصور نينوي وغيرها، من عواصم آشور مطلية في الغالب ببلاط طويل من الأحجار المنقوشة أو المرسومة. (4)
وقد بقي لنا قليل من آثار النقش الكلداني القديم وأقدمها وأجملها، قد عثر عليه الموسيو دوسارزك في خرائب تللو وهي محفوظة في متحف اللوفر؛ وهي عبارة عن تماثيل جوديا وملوك لاجاش الذين من عائلته. (5)
أما النقش الآشوري فإنما هو تتميم وتكميل للنقش الكلداني، وليس لدينا إلا قليل من التماثيل أحسنها تمثال آشورنازرهابال، والنقوش البارزة كثيرة، وهي تصور الحركة والحياة أحسن تصوير وعلى أكمل منوال. (6)
ولم يبق شيء من التطريز والتدبيج عند الكلدانيين، وهما مشهوران جدا عند السلف، وإن فن طرق المعادن هو الذي نقدر أن نحكم عليه حكما صادقا من دون جميع الفنون الثانوية، وذلك بواسطة الأسد الجميل المحفوظ في اللوفر، والنقوش البارزة على بعض قطع البرنز الصادرة من بالوغات.
صفحة غير معروفة