ذكر السبب الموجب لشنق الطواشي صدر الباز
كان الطواشي [شجاع الدين عنبر ] المعروف بصدر الباز من خواص الخدام الباشرين لدور السلطان والمفوض إليهم تربية المماليك الخاصكية ، فبلغ عنه وهو بالشام / أنه يشرب الخمر في القلعة مع جماعة من الخدام المتعلقين به . فلما قفل سالسلطان وحل ركابه بالقلعة لم يكن له دآب إلا أن أحضر الطواشي عزيز الدولة وعنفه وأغلظ له في القول بحيث أنه هم أن يوقع به وقال له : " يشرب العبد السوء فلان في قلقتي الخمر ولا تطالعني بأمره؟" . فحلف له أنه لم يطلع عليه ولو اطلع عليه لطالع به . ثم أمر بالطواشي صدر الباز فأحضر إليه ليلا ، فلما رآه قام إليه ولكمه وأمر بعض الفراشين ب شد كتافه بطنب وأن ينزل به إلى الميدان الأسود ويشنقه . فأخذه كما رسم له واستدعى من والي الجهة خشبة فنصبها وشنقه عليها بما فضل من الطنب ، وقد زعم بعض الناس آن السلطان هو الذي شنقه بنفسه ، وشنق أيضا في تلك الليلة إلى جانبه لاخمسة من الأجناد كانوا تخلفوا عن العرض بحمص وكانوا جماعة ، فشنق هؤلاء منهم و شفع في الباقين فحبسوا في خزانة البنود . ولما شنق الطواشي في العشر الآخر من رجب آمر بمن يحضر معه على الشراب من الخدام فقطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف وسملت أعينهم وكانوا أربعة عشر نفرا، فهم من مات ومنهم من سلم .
صفحة ١٣٣