الملك السعيد فحمله الشوق إليه على البكاء عليه ، فسأله الأمراء عن سبب بكائه فأخبرهم بما خطر في سويدائه ، فطلبوا منه إحضاره فأجابهم إلى ذلك .
ذكر فتح حصن القصير
وهذا الحصن بين حارم وأنطاكية ، كان فيه رجل قسيس عظيم عند الفرنج يقصدونه فيه للتبرك به ، وكان مولانا السلطان قد امر التركمان وبعض عسكر حلب محاصرته ، وذلك في ذي الحجة من سنة ثلاث وسبعين . فلم يزل محاصرا إلى أن بعث إليه الأمير سيف الدين بلبان الرومي الدوادار ، فحصلت بينه وبين القسيس مرماسلات فيها ضرب من الخداع آلجاه الحال منها إلى النزول إليه والاجتماع به . فلما اجتمع به [ سيف الدين) آكرمه ، وجعل عليه عيونا تمنعه من التصرف والعود الى الحصن من حيث لم يشعر . ولم يزل ملاطفأ له بالمواعيد إلى أن سلم له الحصن واطلقه ووفى له بما كان وعده به [ وحمل أهله إلى الجهات التي قصدوها] وذلك في الثالث والعشرين من جمادى الأولى من هذه السنة .
صفحة ١٢١