تاريخ الملك الظاهر

ابن شداد ت. 684 هجري
67

تاريخ الملك الظاهر

تصانيف

كان سبب خروج مولانا السلطان هذه المرة آن معين الدين سليمان البرواناة كتب إليه وحرضه على قصد الروم ، كما سيأتي مفصلا ، وذلك أنه لما ضاق البرواناة من أجاي [ ابن هلاوون ، أخو أبغا] وعزم أجاي على قتله فحمله الخوف على أن كاتب مولانا السلطان في السنة الخالية وتحيل إلى آن أنفذ إلى أبغا وذكر له أمورا أوجب ان يستدعي اجاي إليه ، فلما طلبه خرج إليه فوافق خروجه من البلاد دخول مولان االسلطان إلى الشام ، فأفاق البرواناة على نفسه فسير يقول لمولانا السلطان : "اقصد هذه السنة سيس ففي السنة الآتية أملكك البلاد إن شاء الله" ، فقصد مولانا السلطان سيس وشن الغارة عليها وجرى ما ذكرناه .

- اعجوبة-

ولما كان في اليوم السابع والعشرين من شعبان وقع رمل بمدينة الموصل ظهر من القبلة ، وانتشر يمينا وشمالا حتى ملأ الأفق وغيب الشمس ، فخرج العالم بأسرهم إلى ظاهر البلد ، بقلعتها ، وبمشهد يحيى بن قاسم ، ولم يزالوا يبتهلون بالدعاء إلى أن كشف الله عنهم ذلك.

صفحة ١٠٧