تاريخ الملك الظاهر

ابن شداد ت. 684 هجري
215

تاريخ الملك الظاهر

تصانيف

ومنها أن الأمير شمس الدين آقوش برلوا لما عصى عليه وخلع ربقة الطاعة وبذل في الإستعصا جهد الاستطاعة ، ثم إنه رأى جناح قصده مهيضا ، وما منته به فسه طويلا عريضا ، فعاد إلى عادته من الانقياد ، ونزع عنه ما كان تقمصه من الخلافا والعناد ، فرجع إلى طاعة السلطان قهرا ، ووطئ بساطه قسرا ، فعفا عنه وعمن كان انضوى إليه من الأمراء العزيزية الذين كانوا فارقوا السلطان ، وتوجهوا نحوه فأمرهم وأقطعهم الاقطاعات ، وخلد من الثناء عليه بعفوه عنهم ما يتلى في صحف الساعات ل سقى الله ضريحه صوب السحايب ، ولا زالت معقورة لديه أنضاء الركايب . ولم يزل قدره عنده معظما .، وعقد شمله بالاشتمال عليه منتظما ، حتى صدرت عنه أفعالقدحته في الملك ، وكادت بها النفوس أن تفضي إلى الهلك ، فقبض عليه وحبسه حتى مات في حبسه .

ولو أردنا أن نعدد ما عامل به من شرد عنه من مماليكه ومن الغرباء، ومن انضوى الى العربان في بلادهم وإلى غيرهم ثم عاد إليه . فعفا عنه ولم يؤاخذه ، لاتسع المجال ونفد المقال ، ولطمس نجوما طالعة في سماء المكرمات زاهرة ، وأربى على خلايقالكرماء بهجتها للعقول باهرة .

صفحة ٢٨٧