تاريخ الملك الظاهر

ابن شداد ت. 684 هجري
206

تاريخ الملك الظاهر

تصانيف

ما زال حكم الله يشرق وجهه

في الأرض مذ نيطت به الأحكام

ومن ذلك نصب الإمام التي هي من أعظم المناقب ، وإحلاله من ذرى شرفالعلا وشرف الهدى في أعلى المعارج وأسمى المراتب ، لتصح الأركان الدينية عليه ، و تسند التكاليف الشرعية إليه .

ومن ذلك أن القاضي ناصر الدين أحمد بن محمد بن المنير القاضي بالاسكندرية كان زور عليه محضر بعشرين آلف دينار يستحقها بيت المال عليه فتقدم ا مولانا السلطان بإحضاره من الإسكندرية ، فلما حضر جلس له ولخصمه ي دار العدل ، وأحضرا بين يدي قاضي القضاة تاج الدين [ ابن بنت الأعز] ، ودار بينهما مما يدور بين المدعي والمدعى عليه من الدعوى والإنكار ، وإقامة البينة ، فلم يثبت المحضر فأدب كاتبه ، وخلع على القاضي ناصر الدين ، وأعيد إلى الإسكندرية .

ولم تزل دولته العمرية بالعدل قايمة العماد ، موطدة الأكتاف والأطواد ، ينادى كل وقت فيها معاشر الناس من له ظلامة عند خصم لا يطيق دفاعه ، ولا له به استطاعة ، فليحضر دار العدل . فانحسمت لذلك مواد الظلم ممن كان يدين بالعدوان ، وبات الذيب والشاة في قطيفة كمبيت الأخوان .

صفحة ٢٧٨