تاريخ الملك الظاهر

ابن شداد ت. 684 هجري
189

تاريخ الملك الظاهر

تصانيف

فلا أرى الله عين الدهر فرقته

ولا سواه على الأيسام يحتكم

وقال الصدر الإمام الكامل الأوحد شرف الدين سليمان بن بليمان بن أبي الجيش الإربلي يرئيه - قدس الله روحه - :

عز البقاء فكل حي فان

لا دايم يبقى سوى الرحمان

ننسى الردى ونغالط الأيام في

تبعيده وهو القريب الداني

ولهادم اللذات يهدم كل ما

يني من الآمال فكر الباني

عم البرية عادلا في حكمه

فضعيفهم وفويهم سيسان

قصر الملوك بقصر مدة قيصر

وبكسر كسراهم آنو شروان

وعدا على عاد فأتبع تبعا

بهما وأهرم من له الهرمان

شمل الملوك فلم يكن في حكمه

مستثنيا بفلانة وفلانا

نفذ القضساء بسابق المحتوم في

قول المهمين من عليها فان

كم غرت الدنيا الأنام فذو النهى

لم ينخدع من صرفها بأمان

قتلت بنيها عامدا وسبتهم

فطليقهم فيها آسير عان

وامر مزرية وشر مصي

بلمامها يتألمالملوان

فالأرض منها زلزلت أقطارها

لما تحمل ثقلها الثقلان

يا للعزاء فما أشد مصيبة

فجعته جميع الناس في السلطان

الظاهر الملك النذي من بعده

لم تخل من أسف ومن أحزان

ولحادث أصمى القلوب حديثه

وأصم لما حل في الآذان

أضحى الورى وقلوبهم قد أشعلت

بالحزن فهي مواقد النيران

يا جامعا شمل المكارم والعلى

والعلم والمعروف والإحسان

صفحة ٢٥٧