دهر خؤون ووقت جاير فينا
ولا نرى فيه أياما تصافينا
ولا به ملجأ يرجى ولا حكم
بالعدل في حكمه حقا يساوينا
في كل يوم كؤوس الهم مترعة
ديرها صرفه صرفا ويسقينا
وقد تقطعت الأسباب فيه فما
لدائه في الورى طبة يداوينا
ومن عظيم بلاء حل فيه بنا
وفاة ركن شديد مالك فينا
فذلك الظاهر المرحوم خير فتى
قد كان في كل ما يخشى يفدينا
كهف الشريعة بيبرس أخوكرم
وخايض النقع واهيجا يواسينا
كم قد أباد جموع الكفر حين طغو
وكم عزيز رأى من سيفه الهونا
وكم حصون منيعات مشيدة
عزته على غيره دانته له لينا
وكم غزاة له في إثرها صلة
وفك نفس قضته في سجنها حينا
وكم أقام منار الدين مجتهدا
أصبح الناس صواما مصلينا
قد كان ركنأ نرجيه ومعتمدا
لحادثات زمان فيه تأتينا
من للعدى بعده والحرب إن حميت
وصاح داعيهم فيها وداعين
قرت عيونهم من بعده فغدوا
الكل حقد خفاه الخوف مبدينا
يا ظاهرا واختفى بالموت في حف
من بعدما قد حوى ملكا وتمكينا
لو كنت تعلم ما نلقاه من حزن
لكنت بالرجعة البيضا تكنينا
أوكنت تنظر في الديجور حالتنا
لكان يشجيك في الظلما تأسينا
ولو رأيت وزير الملك من حرق
في لوعة الحزن مغمورا يبكينا
يمسي ويصبح في هم وفي حزن
وكلما باح بالأشجان يشجينا
لقلت هذا وفي العهد خير فتى
من بعد ما هو مكفينا مكافينا
يا عين جودي وفاء بالدموع له
ولا تظي تمادي العهد ينسينا
ولتنثري الدر من دمعي المصون جوى
مجزعا بجمان من ماقينا
صفحة ٢٥٤