** خلافة معاوية :
ولما استتب الأمر لمعاوية بسط سلطانه على جميع الأمصار وشمل خصومه بكثير من عطاياه وحلمه وغير قليل من بأسه .. ووجد أنصاره في مكة والمدينة أن من الخير لمصلحتهم أن ينتقلوا بأسرهم الى الشام وقد أحسن معاوية وفادتهم.
** امارة مكة في خلافة معاوية :
كما أحسن العناية بشؤون الامارة في مكة فولاها جماعة من أجلة قريش وصفوتها ، وقد اختلف المؤرخون في اسمائهم وتاريخ ولايتهم ولكن من الثابت أن أشهرهم أخوه عتبة بن أبي سفيان وأحمد بن خالد بن هشام المخزومي ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص .. وقيل ايضا أبو عبد الرحمن أحد أشراف مكة وأجوادها وفصائحها ، وعمرو بن سعيد بن العاص الأشدق وعبد الله بن خالد بن أسيد (1).
وقد حج معاوية في خلافته بالناس في عام 44 وكان على امارة مكة عبد الله بن خالد كما حج بهم في عام 50 وتجلى كرمه كما تجلى حسن سياسته في كلتا الحجتين مما سنبسطه في حينه.
** ولاية العهد ليزيد وعصيان الحجاز :
وما كادت مكة تسلس قيادها لمعاوية وما كاد ساستها من بني هاشم وعبد المطلب وأولاد الزبير يخلدون الى الهدوء والسلام رغبة في حقن الدماء أو برا بنعم معاوية في الشام أو رضا بالأمر الواقع حتى ذر قرن الفتنة من جديد ولما تمض بضع عشرة سنة من خلافة معاوية .. فقد رأى المغيرة بن شعبة أن يخدم بيت معاوية فاقترح أن يعقد معاوية البيعة بالخلافة لابنه يزيد بعده فتردد معاوية ثم رضي بالفكر وتحمس لها وكتب الى الأمصار في شأنها فعارضه الحجاز دون أكثر الأمصار (2) فكتب الى عامله في
صفحة ١٠٣