269

من خشب يرفعونها عنه في بعض المواسم ويجعلون بدلها قبة من حديد ويقول الفاسي (1) انه لا يعرف متى جعل المقام ثابتا في القبة ثم يقول وأظن أن القبة التي فوق القبة الحديدية أنشئت في عهد الملك المسعود صاحب اليمن وأنه أول من بناها وقد ذكرنا ذلك في عهد الحسن بن قتادة (2).

ويصف ابن جبير شكل المسجد بما يطول سرده وتجده مفصلا في رحلته ثم يذكر قبة زمزم والقباب التي كانت بجوارها ويتلخص ذلك في أن باب قبة زمزم يتجه الى الشرق وباب قبة العباس وقبة اليهودية يتجهان الى الشمال (3) وهاتان القبتان مخزنان لأوقاف البيت من مصاحف وكتب وشمع وغير ذلك والقبة العباسية كانت سقاية الحاج وهي حتى الآن «في عهده» يبرد فيها ماء زمزم ويخرج مع الليل ليسقي الحاج في قلال يسمونها الدوارق كل دورق منهم ذو مقبض واحد ثم يقول وفي القبة العباسية خزانة تحتوي على تابوت متسع مبسوط وفيه مصحف أحد الخلفاء الأربعة بخط زيد بن ثابت منتسخ سنة 28 من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . كبير الورقات واسعها ثم يقول وأهل مكة متى أصابهم قحط أو نالهم شدة أخرجوا المصحف وفتحوا باب الكعبة ووضعوه في قبة المقام «داخل الكعبة» واجتمع الناس كاشفين رؤوسهم متضرعين فلا ينفصلون عن مقامهم حتى تكون رحمة الله قد تداركتهم ، ويقول : وفي جانب قبة زمزم الذي يقابل الحجر الأسود مصطبة من الرخام دائرة بالقبة يجلس الناس فيها يشاهدون الكعبة ثم يقول : وتفتح الكعبة كل يوم اثنين ويوم جمعة كما تفتح في كل يوم من رجب وللباب كرسي كبير شبه المنبر له تسع درجات

صفحة ٢٩١