263

ويذكر ابن جبير أن الأمير مكثر كان يسكن بالقرب من المسجد الحرام أمام باب علي فى دار تتصل بالميل الأخضر حيث يبدأ الساعون في الهرولة.

ويصف ابن جبير عادة صيام رمضان في مكة فيقول ما خلاصته ان دبادب الأمير أخذت تضرب في مكة ليلة الشك ايذانا بصيام يوم الشك وبدأ المسجد يتلألأ نورا وتفرق الأئمة فرقا لاقامة التراويح فلا يكاد يبقى في المسجد زاوية الا وفيها قارىء يصلى بجماعة خلفه وقد صفت الشموع على اختلاف أشكالها في محاربه ويطوف بعضهم بين تسليمتين سبعا وللمسجد فرقعة (1) يضرب بها ثلاث ضربات عند الفراغ من آذان المغرب ومثلها عند الفراغ من أذان العشاء ويتولى التسحير في مئذنة باب علي المؤذن الزمزمي لقرب المئذنة من دار الأمير ومعه أخوان صغيران يجاوبانه ويقاولانه في أصوات رقيقة وقد نصبت في أعلى المئذنة خشبة طويلة في رأسها عود كالذراع أنيط بطرفيها قنديلان يطفآن اذا حان الامساك وأهل مكة في سطوحهم المرتفعة البعيدة من المسجد يمسكون اذا طفىء القنديلان (2).

ويذكر ابن جبير احتفال الناس في مكة بليلة النصف من شعبان فيقول ان مواكبهم تزدحم في كل مكان في المسجد والجهلة يعتقدون أن زمزم تفيض فى هذه الليلة حتى تطفح فيزدحمون على التبرك بمائها (3) وأقول أن هذا التخريف ظل ساريا في مكة يعتقده عوامها طوال الأجيال ولم ينفع فيه انكار حتى قضت حكومة جلالة «الملك عبد العزيز آل سعود» في العهد الأخير على هذه الخرافة.

صفحة ٢٨٥