فقال: هذا علي بن الحسين (عليه السلام).
فقلت: جعلني الله فداك ما أقدمك هذا الموضع؟
فقال: «الذي رأيت» (1).
وفي الأمالي والبحار: بالإسناد عن ابن نباتة قال: بينا (نحن) ذات يوم حول أمير المؤمنين (عليه السلام) في مسجد الكوفة إذ قال: «يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحدا، ففضل مصلاكم وهو بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم الخليل ومصلى أخي الخضر ومصلاي، وأن مسجدكم هذا أحد المساجد الأربعة التي اختارها الله عز وجل لأهلها، وكأني به يوم القيامة في ثوبين أبيضين شبيه بالمحرم، يشفع لأهله ولمن صلى فيه، فلا ترد شفاعته، ولا تذهب الأيام حتى ينصب الحجر الأسود فيه، وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدي من ولدي ومصلى كل مؤمن، ولا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان به أو حن قلبه إليه، فلا تهجرن وتقربوا إلى الله عز وجل بالصلاة فيه، وارغبوا إليه في قضاء حوائجكم، فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من أقطار الأرض ولو حبوا على الثلج» (2).
وفي البحار: بالإسناد عن عبد الله بن الوليد قال: دخلنا على أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في زمان مروان فقال: «ممن أنتم؟» فقلنا: من أهل الكوفة.
قال: «ما من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة لا سيما هذه العصابة، إن الله هداكم لأمر جهله الناس، فأحببتمونا وأبغضنا الناس وتابعتمونا وخالفنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس، فأحياكم الله محيانا وأماتكم مماتنا، فأشهد على أبي أنه كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه أو يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هكذا وأهوى بيده إلى حلقه، وقد قال الله عز وجل في كتابه: (ولقد أرسلنا رسلا من
صفحة ٢٦