[مقدمة المؤلف]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، والسماوات والأرضين، أحمده وأستعين به، وأصلي على نبيه وأمينه محمد سيد المرسلين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، سادات الأولين والآخرين، الذين بولايتهم ومودتهم يكمل الدين و نعد من المؤمنين.
أما بعد:
فيقول المفتقر إلى رحمة ربه الغني، حسين بن أحمد الحسني، الشهير بالسيد حسون البراقي النجفي عامله الله بلطفه الخفي: لما فرغت من تأليف كتاب البقعة البهية فيما ورد في مبدأ الكوفة الزكية، وذكرت فيه فضل الكوفة وفضل مسجد سهيل وما ورد فيهما وأعمالهما، وغير ذلك من تحديدها، وبنائها، ونزول القبال فيها وخرابها، أحببت أن أذكر فيها رسالة مختصرة نافعة لمن نظر فيها، وأن أبين أن الكوفة قديمة لا سيما مسجدها.
صفحة ١٩
فضل مسجد الكوفة
إن مسجد الكوفة أقدم من كل المساجد عدا بيت الله الحرام، كما ورد في الأخبار المأثورة في كتب السير والتواريخ.
وورد أنه كان معبد الملائكة من قبل خلق آدم، وأنه البقعة المباركة التي بارك الله فيها، وأنه معبد أبينا آدم وما بعده من الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) ومعبد الأولياء و الصديقين، وأن من فضله عند الله أن المسافر حكمه التقصير في الصلاة إلا في أربعة مواضع: أحدها مسجد الكوفة، فله التخيير في القصر والإتمام.
وقد وردت في فضل مسجد الكوفة أخبار كثيرة، وأن جميع فقهائنا ممن ألف و صنف من عصر الأئمة إلى عصرنا، ذكرها وذكر فضلها وشرفها وما لمن تعبد في مسجدها، وكذلك ذكرها أهل السير والتواريخ من الخاصة والعامة، وأطنبوا في ذكرها وما في مسجدها من المزية على سائر المساجد عدا بيت الله الحرام ومسجد النبي (صلى الله عليه وآله).
مسجد الكوفة قال المجلسي في الجزء الثاني والعشرين من البحار بحذف الإسناد: عن حبة العرني وميثم الكناني قالا: أتى رجل عليا (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين إني تزودت
صفحة ٢٠
زادا وابتعت راحلة وقضيت ثباتي - أي حوائجي - وأريد أن أنطلق إلى بيت المقدس.
قال له (عليه السلام): «انطلق فبع راحلتك وكل زادك وعليك بمسجد الكوفة، فإنه أحد المساجد الأربعة، ركعتان فيه تعدلان كثيرا فيما سواه من المساجد، والبركة منه على رأس اثني عشر ميلا من حيث ما جئته، وقد ترك من أسه ألف ذراع، ومن زاويته فار التنور، وعند الأسطوانة الخامسة صلى إبراهيم الخليل، وصلى فيه ألف نبي وألف وصي، وفيه عصا موسى وخاتم سليمان، وشجرة اليقطين، ووسطه روضة من رياض الجنة، وفيه ثلاثة أعين يزهرن، عين من ماء، وعين من دهن، وعين من لبن، أنبتت من ضغث تذهب الرجس وتطهر المؤمنين، ومنه مسير لجبل الأهواز، وفيه صلى نوح النبي، وفيه أهلك يغوث ويعوق، ويحشر منه يوم القيامة سبعون ألفا ليس عليهم حساب ولا عذاب، جانبه الأيمن ذكر وجانبه الأيسر مكر، ولو علم الناس ما فيه من الفضل لأتوه (حبوا)» (1).
وروى المجلسي أيضا: بالإسناد عن حماد بن زيد الحارثي قال: كنت عند جعفر بن محمد (عليه السلام) والبيت غاص من الكوفيين فسأله رجل منهم: يا بن رسول الله إني ناء عن المسجد وليس لي نية الصلاة فيه.
فقال: «أئته، فلو يعلم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا».
قال: إني أشتغل.
قال: «فأته ولا تدعه ما أمكنك، وعليك بميامنه مما يلي أبواب كندة، فإنه مقام إبراهيم، وعند الخامسة مقام جبرئيل، والذي نفسي بيده لو يعلم الناس من فضله ما أعلم لازدحموا عليه» (2).
وفي محاسن البرقي والبحار: بالإسناد عن هارون بن خارجة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «كم بينك وبين مسجد الكوفة يكون ميلا؟»
صفحة ٢١
قلت: لا.
قال: «فتصلي فيه الصلاة كلها؟» قلت: لا.
قال: «أما لو كنت حاضرا بحضرته لرجوت أن لا تفوتني فيه صلاة، أوتدري ما فضل ذلك الموضع؟
ما من نبي ولا عبد صالح إلا وقد صلى في مسجد الكوفة، حتى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أسري به إلى السماء قال له جبرئيل (عليه السلام): أتدري أين أنت يا محمد الساعة؟ أنت مقابل مسجد كوفان.
قال: فاستأذن لي أصلي فيه ركعتين.
فنزل فصلى فيه، وأن مقدمه لروضة من رياض الجنة وميمنته وميسرته لروضة من رياض الجنة، وأن وسطه لروضة من رياض الجنة، وأن مؤخره لروضة من رياض الجنة، والصلاة فيه فريضة تعدل بألف صلاة والنافلة فيه بخمسمائة صلاة» (1).
وذكر في الأمالي: بالإسناد عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثل ما مر آنفا، وزاد في آخره: «وإن الجلوس فيه بغير صلاة ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا» (2).
وفي الأمالي والبحار: بالإسناد عن محمد بن الحسن، عن هارون بن خارجة قال: قال لي الصادق (عليه السلام): «كم بين منزلك وبين مسجد الكوفة؟» فأخبرته، قال: «ما بقي ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد صالح دخل الكوفة إلا وصلى فيه، وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مر به ليلة أسري به فاستأذن له الملك فصلى فيه ركعتين، والصلاة فيه الفريضة بألف صلاة، والنافلة فيه بخمسمائة صلاة، والجلوس فيه من غير تلاوة قرآن عبادة، فأته ولو زحفا» (3).
وفي تفسير العياشي والبحار أيضا: عن هارون بن خارجة قال: قال أبو عبد
صفحة ٢٢
الله (عليه السلام): «يا هارون كم بين منزلك وبين المسجد (1) الأعظم؟» فقلت: قريب.
قال: «يكون ميلا؟» فقلت: لكنه أقرب.
قال: «فما تشهد الصلاة كلها فيه؟» فقلت: لا والله جعلت فداك ربما شغلت.
فقال لي: «أما إني لو كنت بحضرته ما فاتني فيه الصلاة».
ثم قال هكذا بيده: «ما من ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد صالح إلا وقد صلى في مسجد كوفان، حتى محمد (صلى الله عليه وآله) ليلة أسري به جبرئيل فقال: يا محمد هذا مسجد كوفان.
فقال: استأذن لي حتى أصلي فيه ركعتين.
فاستأذن له فهبط به وصلى فيه ركعتين.
ثم قال: أما علمت أن عن يمينه روضة من رياض الجنة، وعن يساره روضة من رياض الجنة، أما علمت أن الصلاة المكتوبة فيه تعدل ألف صلاة في غيره، والنافلة فيه بخمسمائة صلاة، والجلوس فيه من غير قراءة قرآن عبادة».
ثم قال - هكذا بإصبعه فحركها -: «ما بعد المسجدين أفضل من مسجد كوفان» (2).
وفي الأمالي والبحار: بالإسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو في مسجد الكوفة فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.
فرد عليه السلام فقال: جعلت فداك إني أردت المسجد الأقصى فأردت أن أسلم عليك وأودعك.
فقال: وأي شئ أردت بذلك؟
فقال: الفضل جعلت فداك.
قال: فبع راحلتك وكل زادك وصل في هذا المسجد، فإن الصلاة المكتوبة فيه
صفحة ٢٣
حجة مبرورة والنافلة عمرة مبرورة، والبركة منه على اثني عشر ميلا، يمينه يمن ويساره مكر، وفي وسطه عين من دهن وعين من لبن وعين من ماء شرابا للمؤمنين وعين من ماء طهرا للمؤمنين، منه سارت سفينة نوح وكان فيه نسر ويغوث ويعوق وصلى فيه سبعون نبيا وسبعون وصيا أنا أحدهم».
وقال بيده في صدره: «ما دعا فيه مكروب بمسألة في حاجة من الحوائج إلا أجابه الله وفرج عنه كربته» (1).
وفي الأمالي والبحار: بالإسناد عن إسحاق بن يزداد قال: أتى رجل أبا عبد الله (عليه السلام) فقال: إني قد ضربت على كل شئ لي ذهبا وفضة وبعت ضياعي فقلت:
أنزل مكة؟
فقال: «لا تفعل فإن أهل مكة يكفرون بالله جهرة».
قال: ففي حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
قال: «هم شر منهم».
قال: فأين أنزل؟
قال: «عليك بالعراق الكوفة، فإن البركة منها على اثني عشر ميلا هكذا وهكذا وإلى جانبها قبر ما أتاه مكروب قط ولا ملهوف إلا فرج الله عنه» (2).
وفي فرحة الغري والبحار: بالإسناد الطويل عن ابن البطائني عن صفوان عن أبي أسامة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «الكوفة روضة من رياض الجنة، فيها قبر نوح وإبراهيم وقبور ثلاثمائة نبي وسبعين نبيا وستمائة وصي، وقبر سيد الأوصياء أمير المؤمنين (عليه السلام)» (3).
وفي تفسير العياشي والبحار: عن رجل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن المساجد التي لها الفضل فقال: «المسجد الحرام ومسجد الرسول».
قلت: والمسجد الأقصى جعلت فداك؟
فقال: «ذاك في السماء إليه أسري رسول الله (صلى الله عليه وآله)».
صفحة ٢٤
فقلت: إن الناس يقولون: إنه بيت المقدس؟
فقال: «مسجد الكوفة أفضل منه» (1).
وفي الأمالي والبحار: بالإسناد عن الثمالي: أن علي بن الحسين (عليه السلام) أتى مسجد الكوفة عمدا من المدينة فصلى فيه ركعتين، ثم جاء حتى ركب راحلته وأخذ الطريق (2).
وفي البحار: بالإسناد إلى أبي حمزة الثمالي قال: بينا أنا قاعد يوما في المسجد عند السابعة، إذا برجل مما يلي أبواب كندة قد دخل، فنظرت إلى أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا وأنظفهم ثوبا، معمم بلا طيلسان ولا إزار، وعليه قميص ودراعة (3) وعمامة، وفي رجليه نعلان عربيان، فخلع نعليه ثم قام عند السابعة ورفع مسبحتيه حتى بلغتا (شحمتي) أذنيه ثم أرسلهما بالتكبير، فلم تبق في بدني شعرة إلا قامت، ثم صلى أربع ركعات أحسن ركوعهن وسجودهن وقال: «إلهي إن كنت قد عصيتك فقد أطعتك» إلى أن قال: «يا كريم» ثم خر ساجدا ثم رفع رأسه.
فتأملته فإذا هو مولاي زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام)، فانكببت على يديه أقبلهما، فنزع يده مني وأومأ إلي بالسكوت فقلت: يا مولاي أنا من عرفته في ولائكم فما الذي قد أتى بك إلى ها هنا؟
قال: «هو ما رأيت» (4).
وفي الأمالي والبحار: بالإسناد عن الثمالي قال: دخلت مسجد الكوفة فإذا أنا برجل عند الأسطوانة السابعة قائم يصلي يحسن ركوعه وسجوده، فجئت لأنظر إليه، فسبقني إلى السجود فسمعته يقول: - ثم ساق الدعاء إلى أن قال: - ثم انفتل وخرج من باب كندة، فتبعته حتى أتى مناخ (5) الكلبيين، فمر بأسود فأمره بشئ لم أفهمه، فقلت: من هذا؟
صفحة ٢٥
فقال: هذا علي بن الحسين (عليه السلام).
فقلت: جعلني الله فداك ما أقدمك هذا الموضع؟
فقال: «الذي رأيت» (1).
وفي الأمالي والبحار: بالإسناد عن ابن نباتة قال: بينا (نحن) ذات يوم حول أمير المؤمنين (عليه السلام) في مسجد الكوفة إذ قال: «يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحدا، ففضل مصلاكم وهو بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم الخليل ومصلى أخي الخضر ومصلاي، وأن مسجدكم هذا أحد المساجد الأربعة التي اختارها الله عز وجل لأهلها، وكأني به يوم القيامة في ثوبين أبيضين شبيه بالمحرم، يشفع لأهله ولمن صلى فيه، فلا ترد شفاعته، ولا تذهب الأيام حتى ينصب الحجر الأسود فيه، وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدي من ولدي ومصلى كل مؤمن، ولا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان به أو حن قلبه إليه، فلا تهجرن وتقربوا إلى الله عز وجل بالصلاة فيه، وارغبوا إليه في قضاء حوائجكم، فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من أقطار الأرض ولو حبوا على الثلج» (2).
وفي البحار: بالإسناد عن عبد الله بن الوليد قال: دخلنا على أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في زمان مروان فقال: «ممن أنتم؟» فقلنا: من أهل الكوفة.
قال: «ما من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة لا سيما هذه العصابة، إن الله هداكم لأمر جهله الناس، فأحببتمونا وأبغضنا الناس وتابعتمونا وخالفنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس، فأحياكم الله محيانا وأماتكم مماتنا، فأشهد على أبي أنه كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه أو يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هكذا وأهوى بيده إلى حلقه، وقد قال الله عز وجل في كتابه: (ولقد أرسلنا رسلا من
صفحة ٢٦
قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) (1) فنحن ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله)» (2).
وفي ثواب الأعمال والبحار: عن المفضل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «صلاة في الكوفة تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد» (3).
وفي ثواب الأعمال والبحار: بالإسناد عن أبي بصير قال: سمعت الصادق (عليه السلام) يقول: «نعم المسجد مسجد الكوفة، صلى فيه ألف نبي وألف وصي، ومنه فار التنور، وفيه نجرت السفينة، ميمنته رضوان الله ووسطه روضة من رياض الجنة وميسرته مكر».
فقلت لأبي بصير: ما يعني بقوله مكر؟
قال: يعني منازل الشيطان (4).
وفي ثواب الأعمال والبحار: بالإسناد عن محمد بن سنان قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: «الصلاة في مسجد الكوفة فرادى أفضل من سبعين صلاة في غيره جماعة» (5).
وفي البحار: بالإسناد عن الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «الصلاة في مسجد الكوفة الفريضة تعدل حجة مقبولة، والتطوع فيه يعدل عمرة مقبولة» (6).
وفي الكامل والبحار: بالإسناد عن الأصبغ بن نباتة عن علي (عليه السلام) قال: «النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي، والفريضة فيه تعدل حجة مع النبي، وقد صلى فيه ألف نبي وألف وصي» (7).
وفي الكامل والبحار: عن القلانسي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
«الصلاة في مسجد الكوفة بألف صلاة» (8).
صفحة ٢٧
وفي البحار: بالإسناد عن المدائني قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «مكة حرم الله، والمدينة حرم محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والكوفة حرم علي بن أبي طالب (عليه السلام)، إن عليا حرم من الكوفة ما حرم إبراهيم من مكة وما حرم محمد من المدينة» (1).
وفي الكامل والبحار: بالإسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «مكة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي، الصلاة فيها بمائة ألف صلاة والدرهم فيها بمائة ألف درهم، والمدينة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالب، الصلاة فيها (في مسجدها) (2) بعشرة آلاف صلاة، والدرهم فيها بعشرة آلاف درهم، والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، الصلاة في مسجدها بألف صلاة» (3).
وفي الكامل والبحار: بالإسناد قال أبو عبد الله (عليه السلام): «نفقة درهم بالكوفة تحسب بمائة درهم فيما سواها، وركعتان فيها تحسب بمائة ركعة» (4).
وفي رواية: «الدرهم فيها بألف درهم» (5).
هذا ما ذكرناه في فضل مسجد الكوفة وقد اختصرنا، وأن الأخبار في فضله كثيرة والكتب مشحونة لا حصر لعدها، ومن أراد الزيادة على ما ذكرناه فليراجع كتب الفقهاء والمزارات والأخبار والتواريخ ومنها: أصول الكافي، وكامل الزيارات، وثواب الأعمال، وأمالي الصدوق، والشيخ المفيد، وعلل الشرائع إلى غير ذلك، وقد اغترفنا منها وفيها الكفاية، وربما نذكر بعد هذا طرفا من فضله.
وأما ما مر من فضل الصلاة في مسجد الكوفة في رواية بحجة، وفي رواية بألف، وفي غيرها أقل أو أكثر، فهذا غير خفي على أهل المعرفة، وقد أشار إلى ذلك العلامة المجلسي (رحمه الله) في قوله: لعل الاختلافات الواقعة في تلك الأخبار محمولة على اختلاف الصلوات والمصلين ونياتهم وحالاتهم، مع أن الأقل لا ينافي
صفحة ٢٨
الأكثر إلا بالمفهوم (1).
وأما الأخبار التي ذكرها من أن ميمنة الكوفة يمن أو روضة من رياض الجنة أو بركة، فذلك أيضا أشار إليه العلامة المجلسي (رحمه الله) وقال: هذا إشارة إلى أرض الغري وكربلاء (2).
وذكرنا أيضا فيما مر: وفيه عصا موسى.
قال المجلسي: أي كانت مودعة فيه فأخذها النبي (صلى الله عليه وآله) والآن أيضا مودعة فيه، وكلما أراد الإمام (عليه السلام) أخذه (3).
وروي في الكافي والبحار: بالإسناد عن أبي عبيدة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
«مسجد كوفان روضة من رياض الجنة، صلى فيه ألف نبي وسبعون نبيا، وميمنته رحمة وميسرته مكرمة، فيه عصا موسى وشجرة يقطين وخاتم سليمان، ومنه فار التنور ونجرت السفينة، وهي صرة بابل ومجمع الأنبياء» (4).
قال الفاضل المجلسي: صرة بابل: أي أشرف أجزائها، لأن الصرة مجمع النقود التي هي (أنفع) (5) الأموال.
وفي رواية العياشي: سرة بابل بالسين (6).
قال في القاموس: سرة الوادي: أفضل مواضعه (7).
وفي العلل: عن أبي سعيد الخدري قال: قال لي رسول الله: «الكوفة جمجمة العرب ورمح الله تبارك وتعالى وكنز الإيمان» (8).
قال ابن الأثير في نهاية الحديث: أئت الكوفة فإن بها جمجمة العرب، أي ساداتها، لأن الجمجمة الرأس وهو أشرف الأعضاء.
صفحة ٢٩
وقيل: جماجم العرب التي تجمع البطون فتنسب إليها دونهم (1).
(وقال في موضع آخر): إن العرب تجعل الرمح كناية عن الدفع والمنع ، انتهى (2).
فالمعنى: أن الله يدفع بها البلايا عن أهلها، وأما كونها كنز الإيمان، فلكثرة نشوء المؤمنين الكاملين وانتشار شرائع الإيمان فيها (3).
وفي البحار: بالإسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «أما إنه ليس بلدة من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة» (4).
صفحة ٣٠
قدم مسجد الكوفة
وأما قدم مسجد الكوفة، فإنه ذكر ذلك جماعة كثيرة من فقهائنا منهم: شيخنا الصدوق محمد بن علي بن موسى بن الحسين بن بابويه القمي (رحمه الله) صاحب التصانيف الكثيرة، فإنه ذكر ذلك في كتابه من لا يحضره الفقيه (1)، وآخر من ذكر قدم مسجد الكوفة العلامة الكبير السيد محمد ابن السيد عبد الكريم الطباطبائي (رحمه الله) (2)، وهذا السيد هو جد العلامة الحجة البالغة السيد محمد مهدي الشهير ببحر العلوم (قدس سره) وله تصانيف منها: رسالة في فضل الكوفة، فإنه ذكر في أولها نبذة من فضائل مسجد الكوفة الأعظم وفضل الصلاة فيه، قال: وقال النبي (صلى الله عليه وآله): «لما أسري بي مررت بموضع مسجد الكوفة وأنا على البراق ومعي جبرئيل فقال: يا محمد هذه كوفان وهذا مسجدها، إنزل فصل في هذا المكان.
قال: فنزل فصليت، فقلت: يا جبرئيل أي شيء هذا الموضع؟
قال: يا محمد هذه كوفان وهذا مسجدها، أما إني فقد رأيتها عشرين مرة خرابا وعشرين مرة عمرانا ما بين كل مرتين خمسمائة عام» انتهي (3).
قال البراقي: انظر أيها القارئ إلى قدم مسجد الكوفة، ويحتمل لكلام جبرئيل (عليه السلام) وجهان:
أحدهما: أن يكون رآه قبل أن يخلق آدم بهذه المدة وهي عشرون ألف سنة، فيكون على ما ذكرنا في أول كتابنا هذا، أنه كان معبدا للملائكة.
صفحة ٣١
والوجه الثاني: وهو غير متجه، أنه رآه من حين ما خلق آدم إلى زمان نبينا، فعلى هذا الوجه لم يتجه، لأن من خلق آدم إلى نبينا ستة آلاف بالاتفاق من المؤرخين وأهل السير والأخبار، نعم إن فيما بينهم اختلافا في الزيادة على الستة آلاف بمقدار من السنين، فبعضهم يزيد مائة سنة وبعضهم أقل وبعضهم أكثر (1).
وقال السيد المذكور في رسالته: نقل أنه قد خطط ذلك المسجد أبو البشر آدم (عليه السلام) لما ذكر من حديث جبرئيل (عليه السلام).
ثم قال: ولا ينافي ما ذكرنا من أنه خطه آدم بناء على ما نقل واشتهر: أنه كان من ابتداء خلق آدم إلى زمان نبينا (صلى الله عليه وآله) ستة آلاف سنة أو قريب منها، فلو كان المسجد مبنيا من زمانه (عليه السلام) لكان رؤية جبرئيل إياها من زمانه إلى زمان نبينا (صلى الله عليه وآله) اثنتي عشرة مرة، وذلك لجواز كون الباقي ثماني وعشرين مرة أخرى في زمان خلافة الملائكة والجن قبل آدم، وعمارته في زمانهما يمكن أن تكون بالعبادة أو مع البناء الظاهر.
انتهى.
فاتضح: أن مسجد الكوفة كان قبل خلق أبينا آدم (عليه السلام) بألوف من السنين، وأنه كان قبل آدم معبدا للملائكة ولمن شاء الله من خلقه.
صفحة ٣٢
أول من أسس مسجد الكوفة
إن أول من أسس مسجد الكوفة وبناه هو آدم (عليه السلام) كما هو المشهور والمأثور، ولعل الملائكة فيما قبل بنته وإن كان لم يذكر أحد ذلك من أهل الأخبار، لكن بمقتضى كلام جبرئيل للنبي: إني رأيته خرابا ورأيته عمرانا، أن تكون عمرته الملائكة بأمر الله تعالى ثم عمره آدم (عليه السلام).
قال البراقي: ويؤيد ما ذكرناه من أن مسجد الكوفة خطه آدم (عليه السلام)، الأخبار الكثيرة الآتية عن قريب من أن: مسجد الكوفة قد نقص عن بنائه كثيرا والأخبار في ذلك كثيرة نذكر طرفا منها:
أما السيد الطباطبائي فقال: وكان هو أعظم مما هو الآن بكثير.
وأما الأخبار: فقد ذكر الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه والمجلسي في البحار، بالإسناد عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: «حد مسجد الكوفة آخر السراجين خطه آدم (عليه السلام) وأنا أكره أن أدخله راكبا».
فقيل له: فمن غيره عن خطته؟
قال: «أما أول ذلك فالطوفان في زمن نوح، ثم غيره بعد أصحاب كسرى والنعمان بن منذر، ثم غيره زياد بن أبي سفيان» (1).
وذكر ما مر من خبر الرجل الذي سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) فأجابه الإمام بقوله: «بع راحلتك وكل زادك وعليك بمسجد الكوفة» إلى أن قال: «والبركة منه إلى اثني عشر ميلا من حيث ما جئته، وقد ترك من أسه ألف ذراع».
وفي رواية أخرى في البحار عنه (عليه السلام) قال: «إن مسجد الكوفة رابع أربعة مساجد للمسلمين، ركعتان (فيه) أحب إلي من عشرة فيما سواه، ولقد نجرت سفينة نوح (عليه السلام) في وسطه وفار التنور من زاويته (اليمنى)، والبركة منه على اثني عشر ميلا من حيث ما أتيته، ولقد نقص منه اثنا عشر ألف ذراع بما كان على عهدهم» (2).
صفحة ٣٣
وفي البحار: بالإسناد عن حذيفة قال: والله إن مسجدكم هذا لأحد المساجد الأربعة المعدودة: المسجد الحرام، ومسجد المدينة، والمسجد الأقصى، ومسجدكم هذا - يعني مسجد الكوفة - ألا وإن زاويته اليمنى مما يلي أبواب كندة منها فار التنور، وإن السارية الخامسة مما يلي صحن المسجد عن يمنة المسجد مما يلي أبواب كندة مصلى إبراهيم الخليل، وإن وسطه لنجرت فيه سفينة نوح، ولئن أصلي فيه ركعتين أحب إلي من أن أصلي في غيره عشر ركعات، ولقد نقص من ذرعه من الأس الأول اثنا عشر ألف ذراع، وإن البركة منه على اثني عشر ميلا من أي الجوانب جئته (1).
وفي الكافي والبحار: بالإسناد عن ابن البطائني عن أبي بصير قال: سمعت الصادق (عليه السلام) يقول: «نعم المسجد مسجد الكوفة، صلى فيه ألف نبي وألف وصي ومنه فار التنور وفيه نجرت السفينة، ميمنته رضوان الله ووسطه روضة من رياض الجنة وميسرته مكر».
فقلت لأبي بصير: ما يعني بقوله مكر؟
قال: يعني منازل الشياطين.
ثم قال: وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقوم على باب المسجد ثم يرمي بسهمه فيقع في موضع التمارين، فيقول: «ذاك من المسجد».
وكان يقول: «قد نقص من أساس المسجد مثل ما نقص في تربيعه» (2).
وفي تفسير العياشي والبحار: عن المفضل بن عمر قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) بالكوفة أيام قدم على أبي العباس، فلما انتهينا إلى الكناسة نظر عن يساره ثم قال: «يا مفضل ها هنا صلب عمي زيد».
ثم مضى بأصحابه حتى أتى طاق (الزياتين) (3) وهو آخر السراجين، فنزل وقال لي: «انزل، فإن هذا الموضع كان مسجد الكوفة الأول الذي خطه آدم (عليه السلام) وأنا أكره أن أدخله راكبا».
فقلت له: فمن غيره عن خطته؟
صفحة ٣٤
قال: «أما أول ذلك فالطوفان في زمن نوح (عليه السلام)، ثم غيره بعد أصحاب كسرى والنعمان بن منذر ثم غيره زياد بن أبي سفيان».
فقلت له: جعلت فداك وكانت الكوفة ومسجدها في زمن نوح (عليه السلام)؟
فقال: «نعم يا مفضل وكان منزل نوح وقومه في قرية على متن الفرات مما يلي غربي الكوفة».
قال: «وكان نوح رجلا نجارا فأرسله الله وانتجبه، ونوح أول من عمل سفينة فجرت على ظهر الماء، وأن نوحا لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما (١) يدعوهم إلى الهدى فيمرون به ويسخرون منه، فلما رأى ذلك منهم دعا عليهم وقال: (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) إلى قوله: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/0/26" target="_blank" title="سورة نوح: 26">﴿ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا﴾</a> (2).
فأوحى الله إليه: يا نوح أن أصنع الفلك وأوسعها وعجل عملها بأعيننا ووحينا.
فعمل نوح السفينة في مسجد الكوفة بيده يأتي بالخشب من بعد حتى فرغ منها».
قال المفضل: ثم أنقطع حديث أبي عبد الله (عليه السلام) عند ذلك عند زوال الشمس فقام فصلى الظهر ثم صلى العصر ثم انصرف من المسجد، فالتفت عن يساره وأشار بيده إلى موضع دار (الداريين) (3) وهو موضع دار ابن حكيم وذلك فرات اليوم وقال لي: «يا مفضل ها هنا نصبت أصنام قوم نوح (عليه السلام) ويغوث ويعوق ونسرا».
ثم مضى حتى ركب دابته فقلت له: جعلت فداك في كم عمل نوح سفينة وفرغ
صفحة ٣٥
منها؟
قال: «في الدورين».
فقلت: كم الدوران؟
قال: «ثمانون سنة».
قلت: إن العامة تقول: عملها في خمسمائة عام؟
فقال: «كلا، كيف والله يقول: (ووحينا)» (١).
قال المفضل: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أرأيت قول الله: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/0/40" target="_blank" title="سورة هود: 40">﴿حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور﴾</a> (2) ما هذا التنور وأين كان موضعه وكيف كان؟
فقال: «وكان التنور حيث وصفت لك».
فقلت: فكان بدء خروج الماء من ذلك التنور؟
فقال: «نعم، إن الله أحب أن يري قوم نوح الآية، ثم إن الله بعد أن أرسل إليهم مطرا يفيض فيضا وفاض الفرات فيضا أيضا والعيون كلهن عليها فأغرقهم الله وأنجى نوحا ومن معه في السفينة».
فقلت له: فكم لبث نوح ومن معه في السفينة حتى نضب الماء وخرجوا منها؟
فقال: «لبثوا فيها سبعة أيام بلياليها وطافت بالبيت ثم استوت على الجودي وهو فرات الكوفة».
فقلت له: إن مسجد الكوفة لقديم؟
فقال: «نعم، وهو مصلى الأنبياء، ولقد صلى فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث انطلق به جبرئيل على البراق، فلما انتهى به إلى دار السلام وهو ظهر الكوفة وهو يريد بيت المقدس قال له: يا محمد هذا مسجد (أبيك) آدم (عليه السلام) ومصلى الأنبياء، فأنزل فصل فيه.
فنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصلى ثم انطلق به إلى بيت المقدس فصلى، ثم إن جبرئيل عرج (به) إلى السماء» (3).
صفحة ٣٦
قال البراقي: يتضح لك مما ذكرناه: أن مسجد الكوفة قديم وفضله عظيم، وأنه قد خطه آدم (عليه السلام) فما دونه من الأنبياء، وأنه كان عظيما جدا، وأنه قد نقص منه اثنا عشر ألف ذراع أو أقل بيسير أو أكثر كما بينا فيما تقدم من الأخبار، وأن نقيصته تكون والله أعلم من جهة عكس القبلة، وذلك لما مر في حديث المفضل من قوله: (لما انتهينا إلى الكناسة نظر الصادق عن يساره ثم قال: يا مفضل ها هنا صلب عمي زيد، ثم مضى حتى أتى طاق (الزياتين) (1) وهو آخر السراجين فنزل وقال لي: إنزل فإن هذا الموضع كان مسجد الكوفة الأول الذي خطه آدم) إلى آخر ما مر، فالكناسة هي الآن فيها مقام زيد بن علي، وهو مقام دفنه وحرقه، وهو عن قرية الكفل على بعد خمسة أميال، وكان مجيء الصادق (عليه السلام) من ذلك المكان، فنقصانه والله أعلم يكون أوله من قرب مقام يونس، ويبعد كل البعد أن يكون نقصانه من الجهة القبلة، ذلك لأن قصر الإمارة من جهة قبلة المسجد ومحاذيه، وأوضح من هذا أن دار أمير المؤمنين (عليه السلام) يخرج الخارج منها ويدخل المسجد، ولو كان موضعها من المسجد لما اتخذه أمير المؤمنين (عليه السلام) مسكنا، وأن هذا البيت بيت أمير المؤمنين لا ريب، ويؤيد ذلك ما أخبر عنه أهل التواريخ، ولعله يأتي ذلك إن شاء الله.
ولا يصح القول بأن أمير المؤمنين (عليه السلام) أباح الله له من المساجد ما أبيح للنبي (صلى الله عليه وآله)، لأنه إنما أباح الله ذلك للنبي ولأمير المؤمنين ولفاطمة وللحسنين (عليهم السلام) فحسب لا لسائر أزواج أمير المؤمنين (عليه السلام) ولا لمطلق أولاده، لأن ذلك مخصوص بالمعصوم.
وأوضح برهان على ذلك تسالم الناس من عصر إلى عصر واتفاقهم على أن هذه هي دار أمير المؤمنين (عليه السلام).
صفحة ٣٧
تحديد مقامات مسجد الكوفة
وفيما ذكر العلامة المجلسي في تحديد المقامات التي في مسجد الكوفة دلالة على ما قلناه، قال (رحمه الله) في البحار: اعلم أن لهذا المسجد في زماننا هذا بابين متقابلين: أحدهما في جانب بيت أمير المؤمنين (عليه السلام) مما يلي القبلة، والآخر مقابله في دبر القبلة، وسائر الأبواب مسدودة إلى آخر كلامه (1).
وكتب القاضي الميرزا عبد الله أفندي (2) تلميذ العلامة المجلسي على هامش المجلد الثاني والعشرين من البحار بخطه ما هذا نصه: نقلا عن كتاب محمد بن المثنى عن جعفر بن محمد بن شريح عن ذريح المحاربي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن حد المسجد إلى أن قال: وسألته عن بيت علي.
فقال: «إذا دخلت فهو من عضادته اليمنى إلى ساحة المسجد وكان بينه وبين نبي الله خوخة» (3).
يريد بيت نبي الله بيت نوح، وهو المقام الملاصق للمنبر الموجود الآن الذي هو ما بين مقام نوح (عليه السلام) ومقام أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو الباب الذي ذكره المجلسي فيما مر من كلامه بقوله: بابين متقابلين أحدهما في جانب بيت أمير المؤمنين مما يلي القبلة، إلى آخر ما مر، وهو بيت نوح (عليه السلام)، وسيأتي ما يؤيد ذلك.
قال المجلسي: قال الشهيد: روى حبيب بن أبي ثابت عن عبد الرحمن بن الأسود الكاهلي قال: قال لي: ألا تذهب بنا إلى مسجد أمير المؤمنين (عليه السلام ) فنصلي
صفحة ٣٨