تسعني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لم يرد الله؟!.
وأخرج أبو عبيدة عن إبراهيم التميمي قال: سئل أبو بكر عن قوله تعالى: ﴿وَفَاكِهَةً وَأَبّا﴾ [عبس: ٣١] فقال: أي أرض تسعني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم؟!.
وأخرج البيهقي وغيره عن أبي بكر أنه سئل عن الكلالة فقال: إني سأقول فيها برأيي، فإن يكون صوابًا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان: أراه ما خلا الولد والوالد، فلما استخلف عمر قال: إني لأستحيي أن أرد شيئًا قاله أبو بكر"١.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن الأسود بن هلال، قال: قال أبو بكر لأصحابه: ما تقولون في هاتين الآيتين: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ [فصلت: ٣٠] ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْم﴾ [الأنعام: ٨٢] فقالوا: ثم استقاموا فلم يذنبوا ولم يلبسوا إيمانهم بخطيئة، قال: لقد حملتموها على غير المحمل، ثم قال: قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يميلوا إلى إله غيره، ولم يلبسوا إيمانهم بشرك٢.
وأخرج ابن جرير عن عامر بن سعد البجلي عن أبي بكر في قوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَة﴾ [يونس: ٢٦] قال: النظر لوجه الله تعالى.
وأخرج ابن جرير عن أبي بكر في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ [فصلت: ٣٠] قال: قد قالها الناس، فمن مات عليها فهو ممن استقام.
فصل: فيما روى الصديق ﵁ من الآثار الموقوفة قولًا، أو قضاء، أو خطبة، أو دعاء
أخرج اللالكائي في السنة عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى أبي بكر فقال: أرأيت الزنا بقدر؟ قال: نعم، قال: فإن الله قدره عليّ ثم يعذبني، قال: نعم، يابن اللخناء! ٣، أما والله لو كان عندي إنسان أمرت أن يجأ أنفك.
وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه عن الزبير: أن أبا بكر قال وهو يخطب الناس: يا معشر الناس، استحيوا من الله، فوالذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء مغطيًا رأسي استحياء من الله.
أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن عمرو بن دينار قال: قال أبو بكر: استحيو من الله، فوالله إني لأدخل الكنيف فأسند ظهري إلى الحائط حياء من الله.
وأخرج أبو داود٤ في سننه عن أبي عبد الله الصنابحي أنه صلى وراء أبي بكر الصديق.
_________
١ أخرجه البيهقي "٢٣١/٦".
٢ أخرجه أبو نعيم في الحلية "٣٠/١".
٣ ابن اللخناء: اللخناء: هي المرأة التي لم تختن، وقيل: اللخنة: النتن، وقد لخن السقاء يلخن، وهي من عبارات الشتم عن العرب انظر: النهاية في غريب الحديث "٢٤٤/٤".
٤ أخرجه أبو داود "١٨٣٢/٢".
1 / 79