340

تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس - الجزء1

الناشر

دار صادر

رقم الإصدار

-

مكان النشر

بيروت

الى العدد والمنعة والقوّة مع القرابة لا تجاوزنا الى غيرنا ليس أحد من قومنا اولى بك منا لقرابتنا لك فقال خلوا سبيلها فانها مأمورة أو يقال أوّل الانصار اعترضه بنو بياضة ثم بنو سالم ثم مال الى ابن أبى ثم مرّ على بنى عدى بن النجار حتى انتهى الى بنى مالك بن النجار ولابن اسحاق اعترض بنى سالم أوّلا ثم وازت راحلته بنى بياضة واعترضوه ثم وازت دار الحارث كذلك ثم مرّت بدار بنى عدى وهم أخواله لانّ سلمى بنت عمرو احدى بنى عدى بن النجار كانت أمّ جدّة عبد المطلب وبنو مالك بن النجار اخوتهم ومنزله ﷺ بدار بنى غنم منهم وجاء فى رواية ان القوم لما تنازعوا أنه ﷺ على أيهم ينزل وكل منهم على أن يكون داره له المنزل قال انى أنزل على أخوال عبد المطلب وأكرمهم بذلك قيل يشبه أن يكون هذا فى أوّل قدومه من مكة قبل نزوله قباء لا فى قدومه باطن المدينة* وعن أنس أنه ﷺ قال دعوا الناقة فانها مأمورة فبركت على باب أبى أيوب* وفى سيرة مغلطاى نزل برحله على أبى أيوب لكونه من أحوال عبد المطلب وعند البعض ان الناقة استناخت به أوّلا فجاءه ناس فقالوا المنزل يا رسول الله فقال دعوها فانبعثت حتى استناخت عند موضع المنبر من المسجد ثم تحلحلت فنزل عنها فأتاه أبو أيوب فقال منزلى أقرب المنازل فائذن لى أن أنقل رحلك قال نعم فنقل رحله وأناخ الناقة فى منزله* وقال الواقدى أخذ أسعد بن زرارة بزمامها فكانت عنده* وعن مالك بن أنس أن الناقة لما أتت موضع المسجد بركت وهو عليها وأخذه ﷺ الذى كان يأخذه عند الوحى ثم ثارت من غير أن تزجر وسارت غير بعيد ثم التفتت فعادت الى المكان الذى بركت فيه أوّل مرّة فبركت فيه فسرى عنه فأمر أن يحط رحله* وفى رواية كان رسول الله ﷺ على راحلته وأبو بكر ردفه وملأ من بنى النجار حوله حتى ألقى بفناء أبى أيوب وهو موضع مسجده اليوم وهو يومئذ مربد للتمر لغلامين يتيمين من بنى النجار كانا فى حجر معاذ بن عفراء أو أبى أيوب أو أسعد بن زرارة والاخير هو الاصح اسمهما سهل وسهيل ابنا عمرو ابن عمارة* وفى رواية رافع بن عمرو فبركت عند باب المسجد فلم ينزل عنها النبىّ ﷺ ثم انبعثت وسارت غير بعيد ورسول الله ﷺ مرخ لها زمامها ثم التفتت خلفها ثم رجعت الى مبركها الاوّل وبركت فيه ووضعت جرانها على الارض ونزل عنها رسول الله ﷺ وقال هذا ان شاء الله المنزل فاحتمل أبو أيوب رحله ووضعه فى بيته بعد ما استأذنه ﷺ فدعته الانصار الى النزول عليهم فقال ﷺ المرء مع رحله* وفى الوفاء فنزل رسول الله ﷺ فقال أى الدور أقرب فقال أبو أيوب دارى هذا بابى وقد حططنا رحلك فيها فقال المرء مع رجله فمضت مثلا فنزل على أبى أيوب خالد بن زيد وسأل عن المربد فقال معاذ هو ليتيمين لى وسأرضيهما فاشتراه النبىّ ﷺ* وفى شرف المصطفى لما بركت الناقة على باب أبى أيوب خرج جوار من بنى النجار يضربن بالدف ويقلن* نحن جوار من بنى النجار* يا حبذا محمد من جار* فقال النبىّ ﵊ أتحببننى قلن نعم يا رسول الله فقال والله وأنا أحبكن قالها ثلاثا وفى رواية يعلم الله انى أحبكن* وفى رواية الطبرى فى الصغير فقال ﵇ الله يعلم ان قلبى يحبكن* وفى المواهب اللدنية فرح أهل المدينة بقدومه ﵊ وأشرقت المدينة بحلوله فيها وسرى السرور الى القلوب* قال أنس بن مالك لما كان اليوم الذى دخل فيه رسول الله ﵊ المدينة أضاء منها كل شىء ولما كان اليوم الذى مات فيه أظلم منها كل شىء رواه ابن ماجه قال رزين صعدت ذوات الخدور على الاجاجير يعنى السطوح عند قدومه ﷺ يقلن* وفى الرياض النضرة لما قدم النبىّ ﷺ المدينة جعل الصبيان
والنساء

1 / 341