337

تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس - الجزء1

الناشر

دار صادر

رقم الإصدار

-

مكان النشر

بيروت

بأربع عشرة ليلة فهو أولى بالقبول وأمر النبىّ ﷺ بالتاريخ فكتب من حين الهجرة فى ربيع الاوّل رواه الحاكم فى الاكليل قال ابن الجزار وتعرف بعام الاذن وهو معضل والمشهور ان ذلك كان فى خلافة عمرو أن عمر قال الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخ بها وابتدأ من المحرم بعد اشارة على وعثمان بذلك وأفاد السهيلى انّ الصحابة أخذوا التاريخ بالهجرة من قوله تعالى لمسجد أسس على التقوى من أوّل يوم* وفى الاستيعاب ومن مقدمه الى المدينة أرخ التاريخ فى زمان عمرو أقام علىّ بمكة بعد مخرجه ﵇ ثلاث ليال وأيامها حتى أدّى للناس ودائعهم التى كانت عند النبىّ ﷺ وخلفه لردّها ثم خرج فلحق النبىّ ﷺ بقباء فنزل على كلثوم بن الهدم وانما كانت اقامة علىّ بقباء مع النبىّ ليلة أو ليلتين* وفى روضة الاحباب وكان علىّ يسير بالليل ويختفى بالنهار وقد نقبت قدماه فمسحهما النبىّ ﷺ ودعا له بالشفاء فبرئتا فى الحال وما اشتكاهما بعد اليوم قط* وفى الوفاء وكان لكلثوم بن الهدم بقباء مربد والمربد الموضع الذى يبسط فيه التمر لييبس فأخذه منه رسول الله ﷺ فأسسه وبناه مسجدا كما رواه ابن زباله وغيره* وفى الصحيح عن عروة فلبث فى بنى عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة واسس المسجد الذى أسس على التقوى* وفى رواية عبد الرزاق قال الذين بنى فيهم المسجد الذى أسس على التقوى هم بنو عمر بن عوف وكذا فى حديث ابن عباس عند ابن عائذ ولفظه ومكث فى بنى عمرو بن عوف ثلاث ليال واتخذ مكانه مسجدا وكان يصلى فيه ثم بناه بنو عمرو بن عوف فهو المسجد الذى أسس على التقوى وروى ابن أبى شيبة عن جابر قال لقد لبثنا بالمدينة قبل أن يقدم علينا رسول الله ﷺ سنتين نعمر المساجد ونقيم الصلاة ولذا قيل المتقدّمون فى الهجرة من أصحاب رسول الله ﷺ والانصار بقباء قد بنوا مسجدا يصلون فيه يعنى هذا المسجد فلما هاجر رسول الله ﷺ وورد قباء صلّى بهم فيه الى بيت المقدس ولم يحدث فيه شيئا أى فى مبدأ الامر لان ابن أبى شيبة روى ذلك ثم روى أنه ﷺ بنى مسجد قباء وقدّم القبلة الى موضعها اليوم وقال جبريل بؤم بى البيت* وقد اختلف فى المراد بقوله تعالى لمسجد أسس على التقوى من أوّل يوم فالجمهور على أن المراد به مسجد قباء ولا ينافيه قوله ﷺ لمسجد المدينة هو مسجدكم هذا اذ كل منهما أسس على التقوى* وفى الكبير عن جابر بن سمرة قال لما سأل أهل قباء النبىّ ﷺ ان بينى لهم مسجدا قال رسول الله ﷺ ليقم بعضكم فليركب الناقة فقام أبو بكر فركبها فحركها فلم تنبعث فرجع فقعد فقام عمر فركبها فلم تنبعث فرجع فقعد فقال رسول الله ﷺ ليقم بعضكم فيركب الناقة فقام علىّ فلما وضع رجله فى غرز الركاب وثبت به فقال رسول الله ﷺ ارخ زمامها وابتنوا على مدارها فانها مأمورة وروى الطبرى عن جابر قال لما قدم رسول الله ﷺ المدينة قال لاصحابه انطلقوا الى أهل قباء نسلم عليهم فرحبوا به ثم قال يا أهل قباء ائتونى بأحجار من الحرّة فجمعت عنده أحجار كثيرة ومعه عنزة فحط قبلتهم فأخذ حجرا فوضعه ثم قال يا أبا بكر خذ حجرا فضعه الى جنب حجرى ثم قال يا عمر خذ حجرا فضعه الى جنب حجر أبى بكر ثم قال يا عثمان خذ حجرا فضعه الى جنب حجر عمر كأنه أشار الى ترتيب الخلافة كما سيجىء فى بناء مسجد المدينة ثم التفت الى الناس فقال وضع رجل حجره حيث أحب على ذلك الخط وروى الترمذى عن أسيد بن ظهير عن النبىّ ﷺ قال الصلاة فى مسجد قباء كعمرة وعن عائشة بنت سعد بن أبى وقاص قالت سمعت أبى يقول لأن أصلى فى مسجد قباء ركعتين أحب الىّ من أن آتى بيت المقدس مرّتين لو يعلمون ما فى قباء لضربوا
اليه أكاد الابل

1 / 338