لما تفضلتم وأشعرتموني في كتابكم السابق بشأن منح الإجازة في آخر محرم للفلاحين المستخدمين في الترعة بناء على حلول موسم الزراعة كنت اقترحت منح الإجازة لنصفهم وتشغيل النصف الباقي في الميناء كما كان وبعد ذلك استأذنت بشأن هذه المسألة من حضرة صاحب الدولة أفندينا ولي النعم لدى تشريفه مصر فأمر بمنح الإجازة للفلاحين كلهم في آخر الشهر المذكور وإقامة سد قوي محكم وجسر أمام الليمان فكنت قدمت إلى دولتكم عريضة أخرى أشعركم بهذا الأمر، وإذا كنتم دولتكم قد أبقيتم طبقا لتقريرنا السابق عدة أنفار من الفلاحين على أن يستخدموا في بناء الجسر ومنحتم الباقين إجازة فإرادة ولي النعم تقضي بأن يعطى من أبقي منهم شوربة صبح مساء؛ نظرا لأن الوقت الحاضر فصل الشتاء، وأما صنع الشوربة من الأرز أو الدشيش لوجوده بكثرة في رشيد فهو محول إلى رأيكم العالي وعلى كل حال فتمنون بإعطاء الشوربة للفلاحين المذكورين صبح مساء. هذا على تقدير إبقاء عدد منهم، وأما إذا منحتم الكل الإجازة طبقا للإشعار الثاني فلا بأس أيضا في ذلك. وإني انتهزت إفادة ما ذكر فرصة لعرض إخلاصي وعبوديتي لكم والأمر فيه لسيدي حضرة من له الإحسان.
ختم
بحقك يا معبود
أنل مراد محمود
العبد محمود (15) ترجمة المكاتبة التركية الصادرة من محمود إلى ولي النعم
بتاريخ 3 صفر سنة 1235ه/21 نوفمبر سنة 1819م رقم 6 محفظة رقم 7 بحر برا:
حضرة صاحب الدولة والعناية والعطوفة والأبهة سيدي ولي النعم وعلي الهمم
تفضلتم فقلتم في كتاب دولتكم الوارد أخيرا أنك وإن كنت قد اقترحت منح الإجازة لنصف العمال الفلاحين واستخدام نصفهم الثاني كالأول إلا أن دولتكم قد شاورتم الكشاف والوكلاء الموجودين هناك فرأوا منح الإجازة لجميعهم؛ نظرا لأن الميناء لا ينتظر أن يتم لغاية شهرين، ولأنهم لم تبق عندهم قدرة على العمل من جهة، وأن استمرارهم فيه يعطلهم عن شئون الزراعة من جهة أخرى ثم تفضلتم وسألتم أيضا المهندسين عن ذلك فاقترحوا إنشاء جسر قوي أمام الميناء؛ نظرا لعدم إتمامه ثم إطلاق النيل في الترعة، وأن دولتكم عملا بمشورتهم قد منحتم الفلاحين كلهم إجازة وستتفضلون بالشروع في إقامة الجسر في غد تاريخ كتابكم العالي، وإني قد علمت ذلك فأقول: إنكم قد أصبتم فيما فعلتم كل الإصابة وحسن جدا ما رأيتموه من تسريح الفلاحين وإنشاء الجسر أمام الميناء وإطلاق المياه في الترعة وري الإسكندرية، وكل هذا موافق تمام الموافقة لإرادة ولي النعم، ثم إني قد انتهزت إفادة الحال فرصة لعرض إخلاصي وعبوديتي لكم والأمر فيه بيد حضرة من له الأمر.
ختم
بحقك يا معبود
صفحة غير معروفة