بناء على التماسي السابق وضع تاريخ معنون بالطغراء السلطانية في مبدأ الترعة التي أحييت وفي منتهاها، كان أحيل إلى صاحب العطوفة حضرة الأغا قهوجي باشي الاستئذان في ذلك من الطرف الهمايوني وقد وصلت في هذه المرة شقتكم المبينة لإرسال صورة ما أنشأه صاحب الفضيلة عزت ملا أفندي من التاريخين المعروضين على الأنظار الهمايونية وأنهما اقترنا بالإجابة والاستصواب وأحاط علمنا وشمل اطلاعنا بمضمونهما وبمآل التاريخين، بيد أن الترعة المجراة من حيث إنها من آثار الإسكندر والملك الأشرف قايتباي من ملوك الأسلاف، وإنها من عظائم الأمور الدنيوية ومن الأشياء التي لم يسبق لها مثيل في الربع المسكون ولم تكن من الآثار التي ينسب إحياؤها وإجراؤها إلى هذا المواظب على الثناء ولا هي من المواد التي تقبل تلك التسمية فعلى ذلك لا يلزم ذكر اسم هذا المثنى في التاريخ. وحيث إن هذا الأثر الخيري إنما خرج إلى حيز الوجود بمحض ثمرة العناية الملكية من حضرة مولانا وولي نعمتنا صاحب الشوكة والقدرة والمهابة والعظمة سلطان العالم وملك ملوك الأمم وما حصل إلا ببركات الهمم السنية السلطانية فالتماس المثني عليكم يتلخص في تنظيم تاريخين على عمودي حجر رخام وترسم أعلاها بالطغراء السلطانية المزينة للعالم وصرف الروية لشأن إرسالهما بعد الحك والترسيم على الوجه المحرر لدى اقتران ذلك بالتجويز. (13) ترجمة المكاتبة التركية الصادرة من محمود
8
إلى ولي النعم
9
بتاريخ 27 محرم سنة 1235ه/15 نوفمبر سنة 1819م رقم 2 محفظة رقم 7 بحر برا:
سيدي حضرة صاحب الدولة والعناية والعطوفة والأبهة والرأفة ولي النعم وفير الهمم
كنتم تفضلتم وأمرتم في كتابيكم الواردين من قبل بما أن الفلاحين المستخدمين في الترعة قد حل موسم زراعتهم وأعياهم العمل، وفضلا عن ذلك لا ينتظر أن يتم الليمان (الميناء) أيضا إلى آخر المحرم الحرام فيقام أمام الليمان سد قوي محكم وجسر وتروى الإسكندرية ويمنح الفلاحون إجازة في آخر الشهر المذكور، ولكن خادمكم لم يجرؤ على منح الفلاحين إجازة.
وكنت اقترحت أن يمنح نصفهم إجازة بشرط أن يتعهد الإسكندرانيون بإتمام الليمان لغاية عشرين من الشهر القادم تاركا البت فيه إلى رأي دولتكم، على أن أستأذن في ذلك أيضا من ولي النعم
10
لدى تشريفه وأكتب إليكم الأمر الذي أتلقاه من دولته، وقد شرف مصر أفندينا ولي النعم المشار إليه مصحوبا بالعز والإقبال في هذا اليوم السعيد أعني به السادس والعشرين من شهر محرم الموافق يوم الأحد بعد العصر فعرضت على دولته أمريكم الكريمين فتفضل وأصدر أمره العالي قائلا إن رأي ولدنا الباشا مناسب فليقم أمام الليمان سد قوي محكم وجسر وليمنح الفلاحون إجازة في آخر المحرم، وعليه إذا منح الفلاحون إجازة في آخر المحرم طبقا للإرادة العلية وشرع من الآن في إنشاء السد القوي المحكم والجسر أمام الليمان فبها ونعمت وإلا فليتفضل بالشروع في إنشائه وبذل الهمة بشأن ري الإسكندرية، ولإفادة ذلك قدمت هذه العريضة ومتى تشرفت بالوصول إن شاء الله تعالى وتفضلتم وأحطتم علما بما فيها فالأمر فيها بيد حضرة من له الأمر والإحسان.
صفحة غير معروفة