وسنة 1882 أسست في أورشليم مدرسة كبيرة بمساعدة جمعية المنتاجو في لندن بعد أن قاومت كثيرا من الصعاب، وهي تعد الآن في مقدمة مدارس الاتحاد الإسرائيلي، وسنة 1883 أنشأت مدرسة فاس في مراكش فنجحت نجاحا سريعا.
وتدرجت هذه الجمعية في إنشاء المدارس في جميع الأنحاء حتى عرف الناس أجمع أن غرضها الوحيد هو تعليم الشبيبة الإسرائيلية، وتهذيب عقولها بالدرس والعمل، وقد أجمعت الجمعيات الأخرى على مدح خطتها وإظهار شرف غايتها ونبالة مقصدها.
أما في مصر فلم تشرع الجمعية في إنشاء مدارسها إلا سنة 1896؛ لأن حالة الإسرائيليين في مصر حسنة للغاية على ما يظهر والمدارس وافرة العدد وافية بالمقصود، ولكن جمعيات أخرى أسست مدارس صغيرة لتعليم الأولاد الفقراء مجانا؛ ولذلك كانت الطبقة الوسطى من الإسرائيليين ترسل أولادها إلى مدارس الأجانب فلا يلبثون أن يقتبسوا فيها العوائد الغربية حتى ينسوا واجبات ديانتهم ويهملوا أمرها، وهذا أمر ذو بال أوجب جمعية الاتحاد إلى إنشاء مدرسة لها في القاهرة لتعليم الأولاد على اختلاف طبقاتهم وتغذية عقولهم بأصول ديانتهم، وقد نجحت نجاحا باهرا، وتقدمت تقدما سريعا محسوسا دل على مهارة مديريها وسهرهم على تثقيف عقول التلامذة، وتعليمهم العلم الصحيح وهي الآن تعد 500 تلميذ بين أولاد وبنات.
وسنة 1898 وجهت الجمعية أنظارها إلى الإسكندرية وشرعت في إقامة مدرسة فيها، لكن مصاعب شتى حالت دون إتمام المشروع الذي أرجئ إلى فرصة أخرى، على أن الأمل وطيد بزوال المصاعب قريبا بإذنه تعالى، فتصير مدرسة الإسكندرية تضارع أختها التي في مصر تقدما ونجاحا.
ولما انتهت الجمعية من إنشاء بعض المدارس في مصر حولت أنظارها إلى بلاد العجم، فأنشأت عدة مدارس سنة 1898 في جهات متعددة، وتقدمت تقدما سريعا وأدت خدما جزيلة للإسرائيليين وعادت عليهم بفوائد جمة.
فبعد مدرسة طهران أنشئت مدرستان في حمدان، وذلك سنة 1900، فأمهما عدد عظيم من التلامذة حتى ضاق نطاقهما عنهم، وقد أقيمت في هاتين المدرستين محلات خصوصية لتعليم الأشغال اليدوية والخياطة وغيرها.
وسنة 1899 كان لجمعية الاتحاد ثمانية مدارس كبيرة في مراكش: اثنتان منها في تطون، واثنتان في طنجة، واثنتان في فاس، وواحدة في موجادور، وواحدة في كاسا بلنكا، وسنة 1900 أسست مدارس جديدة في مراكش وناف عدد تلامذتها في شهرين على خمسمائة تلميذ، وسنة 1900 أقامت الجمعية مدرستين أخريين للأولاد والبنات، ولا تسأل عن الفوائد التي اكتسبها الإسرائيليون في مراكش من مدارس الاتحاد.
أما في فلسطين فامتدت مدارس الاتحاد إلى جهات عديدة، فبعد مدرسة أورشليم التي أنشئت سنة 1882 أسست مدرسة في يافا سنة 1894، ومدرسة في صفد وغيرها سنة 1900.
وقد امتد عمل الاتحاد إلى بلاد المغرب، ولكن لم تتبع الجمعية طريقتها التي تمشت عليها في غيرها من البلاد، فإن في تلك البلاد مدارس كثيرة يتعلم فيها الإسرائيليون ويتقدمون في العلوم والمعارف، ولكنهم لا يخطون خطوة واحدة في سبيل تعليم أصول ديانتهم، فإنهم لا يدرون منها شيئا ويجهلون تاريخ أمتهم ويهملون أمرها على تكرار الزمن، وهذا هو السبب الجوهري الذي دعا الجمعية إلى تلافي الداء وإيجاد الدواء، فكانت فاتحة أعمالها هناك إنشاءها أندية عديدة في جهات متعددة لتعليم أصول الديانة الإسرائيلية والتاريخ وغير ذلك مما تهم معرفته، وأسست مدارس خصوصية للبنات لتعليمهن التطريز والأشغال اليدوية؛ حتى يصرن قادرات على اكتساب المعيشة بشغل أيديهن.
وقد نجحت مدارس الاتحاد في بلاد المغرب نجاحا باهرا في زمن يسير، وأدت خدما جزيلة للإسرائيليين، وعزمت الجمعية أن تنشئ غيرها من المدارس في سائر بلاد المغرب.
صفحة غير معروفة