مقدمة
1 - مناجاة الناظم لنفسه
2 - رد نفسه عليه
3 - وصف الحرب
4 - بداءة شبوبها
5 - إعلان ألمانيا الحرب على روسيا وفرنسا وشهر بريطانيا العظمى الحرب على ألمانيا
6 - غزوة الألمان للبلجيك
7 - شهر الجبل الأسود الحرب على النمسا، واليابان على ألمانيا
8 - وصف معركة المارن الأولى
9 - دخول تركيا في الحرب
صفحة غير معروفة
10 - هجوم الأتراك على قناة السويس
11 - اقتحام الدردنيل
12 - وصف غزوة غليبولي
13 - وصف معارك روسيا
14 - دخول إيطاليا في الحرب
15 - غزوة بلغاريا والنمسا لسربيا والجبل الأسود
16 - وصف معارك العراق
17 - غزوة روسيا لإرمينية
18 - وصف معركة فردون
19 - معارك سيناء
صفحة غير معروفة
20 - وصف الهجوم الروسي الثاني على النمسا
21 - وصف دخول رومانيا في الحرب وانخذالها
22 - ثورة الحجاز
23 - تدويخ العراق وفتح بغداد
24 - دخول ولايات أميركا المتحدة في الحرب
25 - الثورة الروسية
26 - تحية لبنان
27 - مناجاة لبنان
28 - زحف الجيش البريطاني من جنوب غزة إلى شمال القدس
29 - التحنان إلى لبنان
صفحة غير معروفة
30 - هجوم ألمانيا والنمسا على إيطاليا
31 - مصر والمصريون
32 - الهجوم الألماني الأخير في فرنسا
33 - فتح سورية
34 - هجوم الحلفاء الأخير في البلقان
35 - هجوم الحلفاء الأخير في فرنسا ونهاية الحرب
36 - الخاتمة في نهاية الحرب
مقدمة
1 - مناجاة الناظم لنفسه
2 - رد نفسه عليه
صفحة غير معروفة
3 - وصف الحرب
4 - بداءة شبوبها
5 - إعلان ألمانيا الحرب على روسيا وفرنسا وشهر بريطانيا العظمى الحرب على ألمانيا
6 - غزوة الألمان للبلجيك
7 - شهر الجبل الأسود الحرب على النمسا، واليابان على ألمانيا
8 - وصف معركة المارن الأولى
9 - دخول تركيا في الحرب
10 - هجوم الأتراك على قناة السويس
11 - اقتحام الدردنيل
12 - وصف غزوة غليبولي
صفحة غير معروفة
13 - وصف معارك روسيا
14 - دخول إيطاليا في الحرب
15 - غزوة بلغاريا والنمسا لسربيا والجبل الأسود
16 - وصف معارك العراق
17 - غزوة روسيا لإرمينية
18 - وصف معركة فردون
19 - معارك سيناء
20 - وصف الهجوم الروسي الثاني على النمسا
21 - وصف دخول رومانيا في الحرب وانخذالها
22 - ثورة الحجاز
صفحة غير معروفة
23 - تدويخ العراق وفتح بغداد
24 - دخول ولايات أميركا المتحدة في الحرب
25 - الثورة الروسية
26 - تحية لبنان
27 - مناجاة لبنان
28 - زحف الجيش البريطاني من جنوب غزة إلى شمال القدس
29 - التحنان إلى لبنان
30 - هجوم ألمانيا والنمسا على إيطاليا
31 - مصر والمصريون
32 - الهجوم الألماني الأخير في فرنسا
صفحة غير معروفة
33 - فتح سورية
34 - هجوم الحلفاء الأخير في البلقان
35 - هجوم الحلفاء الأخير في فرنسا ونهاية الحرب
36 - الخاتمة في نهاية الحرب
تاريخ الحرب الكبرى شعرا
تاريخ الحرب الكبرى شعرا
تأليف
أسعد خليل داغر
وهو قصائد تتضمن أشهر المعارك التي نشبت في هذه الحرب، مع مقدمة في رزاياها وفظائعها ونتائجها.
مقدمة
صفحة غير معروفة
في 28 يونيو سنة 1914 أطلق تلميذ سربي اسمه «برنسيب» الرصاص في سراجيفو من ولاية البوسنة على الأرشيدوق فرنز فردينند ولي عهد النمسا وزوجته فقتلهما، وكانت هذه الجناية الفظيعة أشبه شيء بجذوة نار كبيرة ألقيت في مخزن بارود العالم فانفجر، وشبت هذه الحرب الكبرى، وطما سيلها الجارف فطم على ألمانيا والنمسا من جانب وروسيا وبريطانيا العظمى وفرنسا والبلجيك والسرب والجبل الأسود من جانب آخر. ثم تناول الدول الأخرى فانضمت اليابان وإيطاليا والبرتغال ورومانيا والولايات المتحدة الأميركية والصين والبرازيل والحجاز واليونان وغيرها
1
إلى الحلفاء، وانحازت تركيا وبلغاريا إلى ألمانيا والنمسا، وأصبح معظم أوروبا وجانب كبير من آسيا وأفريقيا وجزائر البحار في مارج من نار تلتهم الملايين من الرجال، وعشرات ألوف الملايين من المال، وتمد على البلدان مطمار الخراب والدمار، وتورد السكان موارد الهلاك والبوار. وتجرع الأحياء غصص الثكل والترمل واليتم، وتذيقهم أمر كئوس البؤس والشقاء، وتكتنف العالم كله بشدائد تشيب الوليد، وتذيب الحديد، وترتعد من شدة هولها الأرض والسماء.
وكنت منذ يوم شبوبها قد وجهت إليها ما استطعته من العناية والاهتمام، فواظبت على مطالعة أنبائها البرقية، وتصفح أخبارها في أكثر الجرائد العربية وبعض الصحف الإنكليزية، وراجعت كل ما جاء عنها في المفاوضات الرسمية التي سبقت نشوبها، واستقريت جميع الأسباب التي أفضت إلى وقوعها، وتحريت البحث المدقق عن اليد التي أدارت رحاها، وأحضأت لظاها، وأغرقت الدنيا بطوفان رزاياها.
وفي أثناء مطالعتي لأنبائها، ووقوفي على تفاصيل معاركها، لم أفتر عن التأمل في اتساع ساحاتها وميادينها، وتنوع عددها وأسلحتها، وتقلب أطوارها، وتغير أشكالها، والتفكير فيما اقتضته كل يوم من النفقات الكبيرة والضحايا الكثيرة، وتصور ما ستجلبه على العالم من الويلات والمحن.
ولم يزل ذلك دأبي منذ وقود نارها إلى يوم خمود أوارها، وكان أهم ما رسخ منها في ذهني وأثر في نفسي ثلاثة أمور:
الأمر الأول:
امتيازها عما سبقها من الحروب بأشياء كثيرة، أهمها كثرة المتحاربين واتساع الميادين، وتنوع المعارك والأسلحة؛ فإن الجيوش التي خاضت غمارها لم يقل عددها عن خمسين مليونا،
2
إن لم يزد، وقد تعددت ساحاتها في جهات مختلفة من أوروبا وآسيا وأفريقيا، ولم تنحصر معاركها فيما نشب منها في البر، بل تعدته إلى مواقع الأساطيل الكبرى في عرض البحار، ومكافحات أسراب الطيارات في أعالي الجو، وغارات الغواصات في أعماق اللجج؛ أي إنها ثارت في الأرض والهواء وعلى الماء وتحت الماء، واستخدم فيها من العدد والأسلحة كل ما استنبطه العلم واخترعه العقل البشري للتعجيل في الفتك والإزهاق وتعميم التدمير والتخريب، كالمدافع السريعة الرشاشة التي كانت تحصد صفوف الجحافل حصد المناجل للسنابل، والمدافع الضخمة التي كثيرا ما كانت مقذوفاتها تدك الجبال وتقوض أمنع الحصون وأمتن المعاقل، أضف إليها السوائل المحرقة، والغازات الخانقة، والأرواح السامة، والألغام على اختلاف أنواعها، والدبابات (التانكس) وغيرها من عدد قتل النفوس وآلات اجتياح الأرواح. ولا تنس الخنادق التي احتفرت وأنشئت في أكثر الميادين وأودعت أقوى ما استطاع العقل اختراعه من ذرائع الدفاع ووسائط التحصين؛ ولذلك سميت حرب الخنادق.
صفحة غير معروفة
ومما امتازت به العناية الفائقة التي بذلها الأطباء والجراحيون، وأعضاء جمعيات الصليب الأحمر، للمحافظة على صحة الجيوش ومعالجة مرضاهم وجرحاهم، ووقايتهم من الأوبئة التي كانت تنتشر في الحروب الماضية بين المتحاربين، وتفتك بهم أشد من فتك السيوف والبندقيات والمدافع، وشدة إتقان وسائل المنابأة والاستشراف، والإسراع في التعبئة والنقل والتسليح والتموين، وقطع الأشجار، وتمهيد الأرض، وإنشاء الجسور، ومد سكك الحديد، وخطوط التلغراف والتلفون، ونصب الأسلاك الشائكة، وغير ذلك من الأعمال الشاقة التي قامت بها فرق العمال في جميع الميادين وراء خطوط النار. وكان لفرق العمال المصريين أكبر نصيب منها في معارك سيناء وفلسطين وسورية والبلقان وفرنسا وغيرها من الميادين.
والأمر الثاني:
تلك المعاير الفظيعة والمعايب الشنيعة، التي شاع - لسوء الحظ - ارتكابها في هذه الحرب، كإرسال الطيارات لتشن الغارات على المدن غير الحصينة، وتلقي قنابلها على النساء والشيوخ والأولاد، وتودي بحياة كثيرين منهم بلا إثم ولا حرج.
3
وإطلاق الغواصات لنسف سفن الاستشفاء الحاملة المرضى والجرحى، وإغراق البواخر التجارية الغاصة بالركاب والمسافرين من غير المحاربين، ومعاملة الأسرى
4
بما لا مزيد عليه من العنف والقساوة، وتكليفهم القيام بأشق الأعمال، والإسراف في إهانتهم وتعذيبهم وتعريضهم للجوع والعري والبرد، وغير ذلك؛ مما أعان على تفشي الأمراض الوبيلة بينهم وكثرة الوفيات منهم.
فإن هذه المعرات وأشباهها أضيفت إلى ما نتج عن الحرب نفسها من الضحايا بين المتحاربين، وما تركته في الأرض من آثار الخراب والدمار، فأوجبت شدة استفظاع الناس لها، وشغلتهم عن الإعجاب بما أتاه أبطالها من آيات البأس والبسالة والتفاني في حب الأوطان والذود عن ذمارها، وكادت تنسيهم ذكر الذين اشتهروا فيها بالمروءة والعطف والحنان والرفق بالإنسان أيا كان، وتأمين غير المحاربين، ومداواة مرضى الأسرى وجرحاهم، والعناية بأصحائهم، وعمل كل ما تتمجد به الإنسانية حتى في الحرب التي ليست من الإنسانية في شيء.
والأمر الثالث:
أن هذه الحرب مع كل ما جنته من المصائب التي يصعب وصف مقدارها، بل قد يتعذر تصور هولها؛ لم تخل من ظواهر تؤذن منذ الآن بتوقع أفضل النتائج وأكبر المنافع لجميع الشعوب والأمم، وتبشر بنشر خير النعم من طي شر النقم.
صفحة غير معروفة
فقد رأيناها انجلت عن ثل عروش الاستبداد وخلع أنيار الاستعباد عن رقاب العباد، وهدم صروح الاستئثار بالسلطة الفردية، وتوسيع نطاق الحكومات النيابية، وأسفرت عن مشروع جمعية الأمم لواضع أساسه ورافع نبراسه الدكتور ولسن رئيس جمهورية الولايات المتحدة الأميركية.
فهو بإجماع الناس كافة أعظم مشروع وضع لخير الإنسان وصلاح العمران، وقطع دابر الشر والعدوان. وإذا قدر له ما يستحقه من النجاح، وعم الجري على قواعده، والعمل بموجب مبادئه؛ قضى على سياسة الفتح والتدويخ، وأخمد أنفاس الروح العسكرية من الأرض، واستأصل شأفة الطموح إلى الغزوات وشن الغارات، ووقى العالم شرور الحروب، وأفاد في تحسين أحوال العمال بزيادة أجورهم وتقليل ساعات عملهم، وأنال الشعوب الصغيرة حقوقها المهضومة، بحيث يستقل القادر منها بإدارة شئونه، ويعطى القاصر حق اختيار الدولة التي يريدها لتعنى به وتشرف عليه حتى يبلغ أشده ويصير قادرا على تولي أمره بنفسه.
ومن نتائجها التي لا يصح السكوت عنها أن فن الطيران بلغ فيها من التقدم والارتقاء مبلغا أدهش العالم، فقد كان قبل نشوبها ضعيف النشأة، صغير الشأن، قليل الشيوع، ضيق المجال، ولكنه ما لبث أن أخذ يكبر فيها، وينمو ويقوى ويشتد ويتسع ويمتد، حتى صار له أكبر شأن في المنابأة والاستطلاع، والمهاجمة والمطاردة، وكان من أمضى الأسلحة التي استظهر بها الحلفاء على الألمان، واضطروهم إلى الإذعان والتسليم، ثم انصرف رجاله إلى إعداد المركبات الهوائية الكبيرة لحمل البريد ونقل الركاب، وقطع آلاف الأميال في بضعة أيام، والأمل أنه عما قليل يعين على تقصير المسافات المترامية، وتذليل المسالك المتعادية، فيسهل وصل الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، ولا يبقى من هذا القبيل حاجة في نفس يعقوب.
5
فإذا صحت هذه الأحلام - والأمل كل الأمل أنها تصح وتصدق - كانت أكبر عوض عن خسارة لا تعوض، وجاز القول إن الحرب كفرت عن بعض ما جنت، وإن الدماء الغزيرة التي أهرقت، والأموال الكثيرة التي أنفقت، والخراب الذي عم، والشقاء الذي طما سيله وطم؛ إن هذه كلها بذلت فدى، ولم تذهب سدى.
هذه الأمور على الخصوص هاجت بي الشعر، فنظمت القصائد الآتية في نشوب الحرب ووصف أشهر معاركها، وصدرت وصف كل معركة منها بذكر تاريخ حدوثها وخلاصة ما يهم القارئ أن يعرفه عنها. وفي أول الأمر جريت في حلبة النظم شوطا بعيدا في قصيدة على بحر واحد، بلغت أبياتها 221، أتيت فيها على وصف بضع عشرة معركة، ثم عدلت عن هذا الالتزام، وتنقلت في النظم من قصيدة إلى تخميس إلى موشح على أبحر مختلفة، وقواف متنوعة؛ توسعة لي في النظم، ووقاية للقارئ من ملل مطالعة شعر طويل على وتيرة واحدة.
وقد نظمت في سلك هذه القصائد موشحين وقصيدة في مناجاة لبنان وتحيته والحنين إليه، ووصفت فيها ما عاناه أهله من المصائب التي صبها الأتراك على سورية عموما ولبنان خصوصا.
وأدمجت فيها قصيدة «مصر والمصريون»؛ لأن مصر العزيزة اشتركت في هذه الحرب اشتراكا فعليا بمالها ورجالها، وكانت منذ نشوبها إلى الآن - كما كانت لمن أمها من الضيفان في سالف الأزمان - ملجأ أمينا لمنكوبي الحرب عموما والسوريين منهم خصوصا، فإليها رحلوا من كل صوب وحدب، وعند حكومتها السلطانية وأهلها الأجواد نزلوا على السعة والرحب؛ ولذلك وجب أن يقترن ذكر هذه الحرب بذكرهم. ويختم الخلاص منها بعد حمد الله بشكرهم، وعرفان الجميل أجمل عرفان، وذكر اليد فرض على لسان كل إنسان.
ولا أكتم القارئ أني كنت منذ نشوب الحرب واثقا كل الثقة بفوز الحلفاء، على رغم ظواهر تقدم الألمان واحتمال انتصارهم، حتى إني في هجومهم الأخير وعبورهم لنهر المارن صرحت بثقتي هذه في قصيدة نظمتها في 13 يوليو سنة 1918 لتدرج في مجلة المرآة المصورة في اليوم التالي؛ أي يوم عيد الجمهورية الفرنسوية، فقلت مخاطبا الحلفاء:
ما دامت الحرية الغرض الذي
صفحة غير معروفة
ترمون وهي المطلب المنشود
فالله ناصركم على أعدائكم
ومزيل دولة ظلمهم ومبيد
عما قليل تضربون صفوفهم
ضربا لشدته الجبال تميد
فيشمرون ذيولهم وعيونهم
بيض تناوحها وجوه سود
ويرون أن الكيد في نحر الألى
كادوا وإن طال المدى مردود
وفي 18 منه؛ أي بعد أربعة أيام من تاريخ نشرها، شرع الحلفاء يضربون تلك الضربة القاضية، وما لبث أن صار فوزهم عاما شاملا، وبات هلال انتصارهم بدرا كاملا.
صفحة غير معروفة
أسعد خليل داغر
القاهرة، في 14 يناير سنة 1919
الفصل الأول
مناجاة الناظم لنفسه
أعرني منك يا هاروت
1
سحرا
فإن به يراعي اليوم أحرى
أفضه علي إلهاما يداوي
جمود قريحتي فتسيل بحرا
صفحة غير معروفة
وأوح به إلي ودعه يجري
على قلمي ويقطر منه قطرا
أتى حين علي صمت فيه
وذدت عن الكلام النفس قسرا
وقلت لها القريض تنكبيه
وعنه أجملي يا نفس صبرا
وحبل الشعر غلك فاقطعيه
بتاتا وابدلي بالوصل هجرا
ألست ترين ربع القول أقوى
وأصبح نزله المعمور قفرا
صفحة غير معروفة
وبات بيانه عيا وأمست
فصاحته كما تدرين حصرا
2
وقد أغمضت عين الحصر عمدا
ولست بسائل لي عنه عذرا
لأن الحصر بالتسكين أوفى
من التحريك بالمعنى وأجرى
مضى زمن التنافس بالقوافي
وحلو الشعر بالأفواه مرا
إذن فاسليه تاركة هواه
صفحة غير معروفة
لمفتون على غي أصرا
الفصل الثاني
رد نفسه عليه
فقالت لي رويدك لا تسمني
تحمل ما يكون علي وقرا
1
أفي وقت كهذا تقتضيني الس
كوت ولو سكت لمت قهرا
تحرضني عليه وأنت مني
لأعلم باستحالته وأدرى
صفحة غير معروفة
ولو مثلي افتكرت به قليلا
لما صوبت فيه قط فكرا
ومن يك يستطيع اليوم قولا
ويسكت يستخف به ويزرى
أأسكت والجماد يئز حولي
ويهدر طالبا للنطق مجرى
وأنت؟ وأنت من لحم ودم
2
تظل على سكوتك مستمرا
أتسكتني وفي الدنيا اضطراب
صفحة غير معروفة
شديد قلقل الأرضين طرا؟!
ألم تر هول هذي الحرب غشى
محياها فأدجن واكفهرا؟!
وناب جمادها فعراه ذعر
فجلجل من جراه واقشعرا
ألم تسمع حديث الناس عنه
يكرر مرة ويعاد أخرى
صداه مردد في كل ناد
وكل فم به كلف ومغرى
فإن تعرض فليس سواه يشرى
صفحة غير معروفة
وإن تكتب فليس سواه يقرا
وسلك البرق لا يهتز إلا
به فيذره في الأرض ذرا
وإن يك كل هذا غير كاف
لرفع القيد عنك فلست حرا
وإلا فاجل ذهنك يصف واشحذ
يراعك يمض منصلتا مكرا
وخط به على القرطاس شعرا
يزف إلى نهى القراء سحرا
الفصل الثالث
صفحة غير معروفة
وصف الحرب
سمعت مقال نفسي فاعتراني
ذهول حرت فيه وضقت صدرا
وبعد تأملي فيما ارتأته
شهدت لها بصحته مقرا
وأيقظت القريحة من كراها
فلبتني ولي لم تعص أمرا
وسالت واليراع يمد منها
ويرقم وحيها سطرا فسطرا
عن الحرب التي دارت رحاها
صفحة غير معروفة