تاريخ حرب البلقان الأولى: بين الدولة العلية والاتحاد البلقاني المؤلف من البلغار والصرب واليونان والجبل الأسود
تصانيف
المادة العشرون:
تعد هذه المعاهدة نافذة منذ التوقيع عليها، ويصدق عليها في خمسة عشر يوما. ا.ه.
وقد وقع عليها مندوبو الفريقين، وكتبت منها نسختان في 19 سبتمبر سنة 1913.
وأجمع مراسلو عدة جرائد أوروبية ومراسلا المقطم والأهرام في الأستانة على أن كبير قومه سليمان أفندي البستاني وزير الزراعة والتجارة، كان له فضل مأثور وسعي مشكور في عقد هذا الاتفاق الذي انطبق على مصلحة الدولة العثمانية وكفاها مئونة حرب ثانية.
ونشرت جريدة البرلينر تاجبلاط حديثا للموسيو نانشوفتش المندوب البلغاري الذي أوفدته حكومته إلى الأستانة لإجراء المفاوضات التمهيدية قال فيه: «إن البستاني أفندي أظهر في المفاوضات التمهيدية براعة ووطنية كبيرة، ودل على أنه الرجل الخبير الذي يعرف كيف يدافع عن مصلحة وطنه، فأهنئ الوزارة العثمانية به، وأرى أنه يجدر بها أن تفتخر بمثله.»
أما الأساس الذي وضعه البستاني للمفاوضات فهو أن تبقى أدرنه وقرق كليسا للدولة العلية، وأما بقية الشروط فقد تم الاتفاق عليها بعد وصول الوفد البلغاري الرسمي إلى دار الملك.
وليس هناك ريب في أن الحكومة العثمانية فازت فوزا كبيرا بعقدها تلك الشروط وإلغائها ما جاء في معاهدة لندرا التي ماتت عند ولادتها وانقلبت سيفا ونارا على البلقانيين، أما وجوه الفوز فأولها: أن الدولة العلية نالت بدلا من حد إينوس وميديا حدا حربيا يمكنها من الدفاع عن عاصمتها، والثاني: أنها استردت أدرنه ومعظم تراقيه، والثالث: أن مقامها الأدبي ارتفع على أثر هذا الفوز لدى الدول الأوروبية والأمة العثمانية والعالم الإسلامي.
قيمة البلدان التي خسرتها الدولة العلية
نعقد هنا فصلا للولايات التي خسرتها الدولة العلية بعد ما ذكرناه من الحوادث الفواجع، وسيرى المطالع أن الولايات الخمس التي فقدناها، والبلاد الألبانية التي فصلتها الدول عن جسم السلطنة، والجزر التي لم يجزم في أمرها حتى صدور هذا الكتاب، هي مملكة واسعة طالما كانت مطمح أنظار الفاتحين من الملوك والسلاطين.
ولاية سلانيك:
صفحة غير معروفة