تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
تصانيف
وعلى الحدود الجنوبية (في سمنة) نصب سنوسرت الثالث لوحته المشهورة التي يتحدث فيها إلى المصريين عن الكفاح الوطني ويحثهم عليه، قال في هذا الصدد: «ولقد جعلت تخوم بلادي أبعد مما وصل إليه أجدادي وزدت في مساحتها على ما ورثته، وإني ملك يقول وينفذ، وما يختلج في فؤادي تفعله يدي، وإني طموح إلى السيطرة وقوي لأحرز الفوز، ولست بالرجل الذي يرضى بالتقاعس عندما يعتدى عليه، أهاجم من يهاجمني حسبما تقتضيه الأحوال فإن الرجل الذي يركن إلى الدعة بعد الهجوم عليه يقوي قلب العدو، والشجاعة هي مضاء العزيمة، والجبن هو التخاذل، وإن من يرتد وهو على الحدود جبان حقا.»
10 (أ) قناة سنوسرت الثالث التي تصل النيل بالبحر الأحمر
يرجع إلى سنوسرت الثالث عمل من أجل الأعمال العمرانية، وهو وصل النيل بالبحر الأحمر بواسطة قناة مائية تيسر المواصلات التجارية.
وهذه القناة قد أعاد حفرها الملك «نيخاو» الثاني، ثم الإمبراطور الروماني تراجان.
وردمت بعد ذلك إلى أن أعاد حفرها عمرو بن العاص بأمر الخليفة عمر بن الخطاب، وسميت «خليج أمير المؤمنين».
ففي عهد سنوسرت الثالث اتصل النيل لأول مرة في التاريخ بالبحر الأحمر، وعرفت هذه القناة في التاريخ بترعة سيزوستريس، وهو الاسم الذي أطلقه الإغريق على سنوسرت، أو ترعة الفراعنة.
وكانت هذه القناة تبدأ عند ضواحي بوبسطة، وتأخذ مياهها من فرع النيل التانيسي (نسبة إلى مدينة تانيس وهي صان الحجر الحالية)، وتصل إلى البحيرات المرة ثم إلى خليج السويس.
ويقول موريه:
11
إن هذه القناة أنشئت في عهد سنوسرت الثالث، وقد حفرها في شرق الدلتا، واتصل النيل بواسطتها بخليج السويس عن طريق وادي الطميلات والبحيرات المرة، وتعد أقدم طريق مائي يصل النيل بالبحر الأحمر، وإن هذه أول تجربة لوصل البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر بواسطة النيل. (ب) مصر والبلاد الآسيوية
صفحة غير معروفة