الذي ادهش العقول وحير الألباب ، قال سبحانه : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ) (1) وهذا النوع من البرهان الحسي قد تكرر في الكتاب الكريم فقال سبحانه في توبيخ المشركين الذين أنكروا على الرسول (ص) حديث البعث والنشور : ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ، ألم يك نطفة من مني يمنى ، ثم كان علقة فخلق فسوى ، فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ) (2) وقال سبحانه : ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ، إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ) (3).
وقال سبحانه مشيرا الى بعض نعمه على العباد التي لا تعد ولا تحصى ، والتي تستوجب له الشكر والاعتراف بالجميل.
( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ) ( ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ، والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ، ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين ) (4).
واني اتجهت وأمعنت النظر في كتاب الله سبحانه ، تراه يغرس الايمان في نفوس الجاحدين ، والتصديق في قلوب المشككين ، ويسد
صفحة ٢٤