يتجه الى نشر رسالة الإسلام وتعليم الأحكام والإفتاء بين الناس ، فالتف حوله المسلمون يأخذون عنه دينهم وتعاليم كتابهم ، حتى ان الخليفة نفسه لم ير بدا من الإشادة بعلمه وقضائه ، فقال فيه كلماته المأثورة :
«لا يفتين أحدكم في المسجد وعلي حاضر» ، «لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن» ، «لو لا علي لهلك عمر».
ولم ينس أحد من المسلمين قول النبي فيه : (أقضاكم علي) ولا دعاءه له حينما بعثه على قضاء اليمن : اللهم اهد قلبه وثبت لسانه.
وحينما نزلت الآية الكريمة : ( وتعيها أذن واعية ) بأن تكون اذن علي (ع).
أجل انهم جميعا يعلمون ذلك ويؤمنون بأن هذه الدعوات المباركات خير ضامن لعلي (ع) بما يند عن شفتيه من آراء وأحكام وقضاء بين الناس ، حتى ان عليا نفسه قد زودته الدعوات ثقة في حكمه وقضائه فقال بعدها :
«ما شككت في قضاء بين اثنين».
وإذا تجاهل بعض المسلمين أحاديث الوصية والخلافة لمصالح سياسية فليس بوسعهم ان يتجاهلوا قول الرسول فيه : انا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ، ولا بوسعهم ان ينكروا مكانته من الرسول وعلمه الغزير الواسع وصدقه في كل ما يحدث به عن نفسه ، وهو القائل علمني رسول الله الف باب من العلم ينفتح لي في كل باب الف باب.
ليس في وسعهم ان يترددوا في شيء من ذلك بعد ان عرفوا صلته
صفحة ١٣٨