============================================================
فبيناه يوما قد صعد على المذبح ليقرب القربان، وبنو اسرائيل مجتمعون خلفه، أقبل نبي من آنبياء الله من سبط يهوذا يسمى آحيا [807 ] فنادى رافعا صوته : "آيها المذبحا ايها المذبح ا هذا ما يقول الرب: سيولد في بيت داود ولد يدعى يوشيا 1056) يذيح عليك القسيسين الذين يذبحون عليك الذبائح، ويوقد عليك عظام بني ادم . وآية ذلك آن هذا المذبح سينشق وينتشر الرماد الذي عليه." فلما سمع يربعام الملك قوله مد يده وقال "خذوه ! لا يفلت"، فيبست بده ولم يقدر على قبضها الى نفسه، وانشق المذيح، وانتشر الرماد. ففزع الملك وسأله ان يدعو الله ليرد اليه يده. ففعل، وعادت على ما كانت عليه. وله في ذلك معه آخبار كثيرة تركنا ذكرها فى هذا الكتاب .
إلأ ان يربعام في كل ذلك لم يرجع عن قبيح سيرته وسو مذهبه . ومرض بعد ذلك ولد له . فلما غمه أمره أمر امرأته ان تتنكر وتبلغ الى آحيا [05اعه] النبي وتساأله عن أمره . وكان أحيا النبي يومئذ شيخا كبيرا لا يبصر من الكبر فنباه الله بمجيثها اليه. فلما دنت منه نادى بها قبل دخولها عليه وقال لها: "ادخلي يا زدج يربعام بن نباط [69] (إن الله) قد آوحى الي وأمرني بأمر شديد! هذا ما يقول الرب لير بعام: إني شرفتك على (شعبي وجعلتك) على رعيتي اميرا، وقسمت سلطان عبدي داود وصيرته اليك، فلم تسلك (مثلما سلك) عبدي داود، ولا آخذت مأخذه ، واتخذت الاوثان وأضللت بني إسرائيل، لذلك سأنزل المكروه على بيت يربعام بن نباط وأهلكهم آجمعين حتى لا تبقى منهم بقية . فمن مات منهم في المدينة أكلته الكلاب، ومن مات في الصحراء تأكله الطير" . تم قال لها : "إذهبي ! فانك إذا بلغت باب منزلك يموت الغلام الذي أقبلت سائلة عنه، ويبكي عليه بنو إسرائيل ويدفن ولن يدفن من اهل بيت بربعام غيره".
فلما ذهبت ودخلت باب المنزل، مات الغلام، على ما قال لها النبي. وتم على أهل بيت يربعام بعد ذلك جميع قوله. وسباتي ذكره في موضعه، إن ساء الله وقد كان رحبعام بن سليمان جمع جموعا من سبط يهوذا وبنيامين ، عدتها ماثة ألف وستة وثمانون آلفا، يريد بها غزو العشرة الاسباط. فأوحى الله الى آحبا النبي هذا قائلا له: "قل لملك يهوذا لا يغزو إخوته ، وليرجع كل واحد منهم الى موضعه. فأنا اردت هذا لهم". فرجع من طريقه.
143
صفحة ١٤٥