وعلم بلا إفادة كشجرة بلا ثمرة:
إذا الغصن لم يثمر ولو كان شعبة ... من المثمرات، اعتده الناس في الحطب
****
ماذا تصنع بسفينة بلا نوح ... وماذا يجديك جسد بلا روح
إن نفع العلم كضوء المصباح ... وثمرة العلم كثمرة البستان
والعطاء بلا ذلة هو من العلماء ... والعدل الخالص من الحكماء
[7]
ولو كان الجهلة يملكون مال قارون ... فهم بلا شك كاللفيف المقرون
لا جعل الله تعالى- بمنه ولطفه- القول والكتابة من أسباب الندامة في يوم القيامة:
وفي التاريخ إن أبصرت رشدا ... فوائد من علوم مستعارة
****
علم التاريخ هو كنز الأخبار ... وهو كنسيم الشمال طيار
كل من يركب في مركبه ... يصبح كل علم من علومه ألفا
فلو كان في هذا الزمان شكلا ... فهو في السماء معنى
رأى الدنيا والعصور ... فغدا حمالا ولم يحمل حملا
***
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود
وسيأتي تفصيل ذلك مرتبا إن شاء الله تعالى.
التواريخ خزائن أسرار الأمور، وفيها العبر والمواعظ والنصائح؛ ونقدها منقوش بسكة التقدير الإلهي. تصون الناس من حدة مضارب النوائب؛ شهودها عدول، مصونون من الجروح، ودلائلها وأماراتها أحلى من الشهد، وأشد ضياء من الشهاب؛ مدار أفلاكها على قطب الرواية، قال رسول الله صلى الله عليه: العلم علمان: «علم الأديان، وعلم الأبدان» ، وقال قوم إن هذا أثر، ورووه عن المصطفى
صفحة ٩٦