============================================================
ذكر إبراهيم عليه السلام وطعنه للأصنام قال لإبراهيم قومه: ما الذي جئت به؟ فقال لهم: ما هذه التمايل التي أثر لما علكفون} [الأنبياء: الآية 52) إلى آخر الآية، وكذلك قال : ما تعبدون(1) قالوا نعبد أضناما فنظل لما علكفين قال (2) هذ يسمعونݣز اذ تدعون أو ينفعنكم أو يضيدد إلى قوله: والذى أطمع أن يغفر لى خطيعتى يور الزين) (الشعراء: الآيات 70 -82]، وقوله: أينكا مالهة دد الله تريدون [الصافات: الآية 86]. ثم إنه أتاهم ليلة من الليالي وهم جلوس في ناديهم فقال لهم ما ذكر الله في قوله : وكذلك زرى اتزهيه ملكوت الشموات والأزض دليكون من الموقنين فلما جن عليه اليل رما كوكبا قال هلذا [الأنعام: الآيتان 75، 76] وذلك الزهر، رآها في السماء وقت السحر، فقال لقومه: هذا ربي على سبيل الاستفهام للإنكار على معنى أن يكون مثل هذا ربا وإنما قال لهم ذلك لأن قوم إبراهيم كانوا على طرق مختلفة فمنهم من كان يعبد الصنم فجادلهم على ذلك حيث ذكرناه ومنهم من يعبد النجوم ومنهم من يعبد القمر ومنهم من يعبد الشمس ثم مكث ساعة، فأفلت الزهرة وذلك آنها كانت في المغرب فغربت فلما أفل النجم قال لقومه: لا أحث الافليب [الأنعام: الآية 76] ثم طلع القمر وذلك في آخر الشهر عند الفجر فرأى أضواء من الكوكب فقال لعابديه هذا ربي على معنى الاستفهام مستنكرا ثم مكث ساعة حتى طلعت الشمس وتغير حال القمر وذهب ضوؤه لطلوع الشمس فلما رأى ذلك قال: لين لم يهدنى رتى لأكنن من القوه الضآلين} [الأنعام: الآية 77] ثم لما طلعت الشمس قال لهم: هلذا ركي هذا اكبر [الأنعام: الآية 78] أي أعظم وأتم نورا من النجم والقمر ثم مكث ساعة حتى ارتفعت وتغير حالها ويقال إلى آن غربت وقت المساء قال يا قومي إني بريء مما تشركون بالله من صنم وكوكب وقمر وشمس وغير ذلك، فإن شيئا منها لا يصلح للربوبية لضعفها وتغير حالها وانتقالها من جانب إلى جانب في الطلوع والغروب فقالوا فمن ذا الذي تعبد فقال: إنى وجهث وجهى للزى فطر الشطوات والأرض حنيفا} ([الأنعام: الآية 79] أي قصدت خالق السملوات والأرض وأنا مسلم حنيف وما أنا من المشركيب} [الأنعام: الآية 79] وحاجه قومه أي ناظروه وكانت مناظرتهم إتاه كثيرة فمنها ما ذكر الله في سورة الشعراء إذ قال لأبيه وقومه: ما تقبدون فالوا نعبد أصناما} [الآيتان 70، 71] إلى آخر الآية، وقوله تعالى في سورة الأنبياء: ما هلذه التمايل الت أثر لها علكفون} إلى قوله: وأنا على ذالكر من (1) في الأصل (ماذا تعبدون) والصواب ما تعبدون} (2) في الأصل (قال) والصواب ما ثبتناه.
صفحة ٧٠