318

============================================================

ذكر عيسى ابن مريم عليه العلام على ميز (مريم: الآية 9) يعني خلق الولد من غير زوج ولا جماع ولنجمله ماية للناس (مريم: الآية 21) أي أعجوبة ورحمة أي بسبب ورحمة متأ وكات أنرا تمقضيا [مريم: الآية 21] كائنا لا شك فيه ويعلمه الكنب والحكمة والتوركة والانجيل ورسولا} [آل عمران: الآيتان 48، 49] أي ونجعله رسولا إلى بنى إشركهيل} [آل عمران: الآية 49]: قال ابن عباس: فدنا منها جبرائيل فنفخ فيها وقال بعض الناس نفخ في فمها، وقال بعضهم: في جيب درعها ويقال في موضع الولادة والله تعالى أعلم فحملت من ساعتها، ثم قال بعضهم: إنها حملته سبع ساعات ووضعته من يومها وقال اكثر أهل الأخبار بل حملته تسعة أشهر كما تحمل النساء ووضعت كما تضع النساء، وهذا أولى قالوا: فلما حملت واستمر بها الحمل واطمأنت ببشارة الله تعالى لها وكان أول من ظهر على حملها ابن خال لها يقال له يوسف بن داود التجار وقد ذكر بعض الناس أنه كان تزوج بها إلا آنه لم يمسها وليس بصحيح وأن بوسف كان مجردا وكان يكون معها في خدمة بيت المقدس ويخدمها ويكلمها من وراء الحجاب، فلما علم اهتم وحزن وخاف من أمرها وأراد أن يذكر لها ذلك، ثم ذكر ما طهرها الله تعالى ودعت أمها آنه يعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم وما سمع أن الملائكة قالت لها: يكمريم إن الله اصطفتك وطهرك} [آل عمران: الآية 42] وإن يوسف أحرزها في المحراب ولم يصل إليها أحد فتحير في أمرها ثم قال لها ذات يوم قد حدث في نفسي من أمرك يا مريم شيء ولا أدري ماذا أقول وأريد أن أذكره لك أشفي صدري، فقالت له مريم: فقل إذا كان قولا جميلا قال لها: ما تقولين هل يكون زرع من غير بزر؟ قالت: نعم، قال: وكيف يكون ذلك قالت: لأن الله تعالى خلق أول بزر من غير زرع وإن الخلق أولهم من غير بزر ولعلك تقول يا يوسف إن الله تعالى لم يقدر على خلق بزر من غير زرع، قال يوسف: أعوذ بالله أن أقول ذلك ولقد صدقت ونطقت بالحكمة فقال لها: هل يكون شجرة من غير ما؟؟ قالت: نعم، وإن الله تعالى خلق أول شجر من غير ماه، ثم جعل الماء حياة للشجرة ولعلك تقول إن الله تعالى لا يقدر على خلق الشجرة من غير ماء، قال يوسف: أعوذ بالله أن أقول ذلك ولقد قلت بالحكمة قال لها: وهل يكون ولد من غير ذكر قالت: نعم، وذلك أن الله تعالى خلق آدم وحواء من غير أب ولا حبل قال لها فأخبريني خبرك قالت الملتيكة يلمريم إن الله يبشرك بكلمة ينه أسمه المسيع عيسى أبن مر إلى قوله *ومن القكلحيب} [آل عمران: الآيتان 45، 46] فعلم يوسف حينئذ أن ما بها شيء هو من أمر الله تعالى، وأنه لا يسعه سؤالها بعد ذلك، ثم إن يوسف تولى خدمة المسجد وما كان من العمل فيه لما رأى من رقة جسمها وثقلها وضعفها وذهاب لونها ح إذا دنا وقت ولادتها نوديت آن اخرجي من المحراب ويقال: نوديت أن اخرجي

صفحة ٣١٨