180

============================================================

ذكر موسى عليه السلام ترون فيهم؟ قالوا: يتبغي آن ترد عليهم ما كنت تصنع بهم من العذاب وقتل الأبناء واستخدام النساء فأمر بذلك فرعون فذلك قوله تعالى: ستقيل أناهم ونستخى نسامهم وإنا فوقهة قلهروب} [الأعراف: الآية 127] فلما أمر بذلك رجع بنو إسرائيل إلى موسى وقالوا له قد: أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما چتنا [الأعراف: الآية 129] يعني في ذلك الوقت فما تصنع فقال لهم موسى: أستعينوا بالله وآصبروا} [الأعراف: الآية 128) على ما يصيبكم واعلموا إب الأرض لله يورثها من يشاء من عبكاو [الأعراف: الآية 128]، عسى(1) ريكم أن يهللك عدوكم ولستغلفطم فى الأزض فينظر كيف تعملون [الأعراف: الآية 129) قالوا أو يكون أبدا؟ قال: نعم فإن العاقبة للمتقيرب [الأعراف: الآية 128] وقد وعدني الله ذلك وكان ممن قتل فرعون في آمر موسى امرأته وكان سبب ذلك أنه كان لابنة فرعون ماشطة وهي امرأة حبريل الذي ذكرنا قصته من قبل، قال: وكانت يوما من الأيام تمشط بنت فرعون فسقط المشط من يدها فقالت: تعس من كفر بالله ويقال إنها تناولت المشط وقالت: بسم الله فقالت ابثة فرعون أتعنين أبي، فقالت: لا، قالت: فبمن؟ قالت: بإللهي الذي أعبده فقالت: أو لك إلله غير أبي، قالت : نعم، إلهك وإللهي وإكه الخلق كلهم وإلكه أبيك وإلكه السماء والأرض وما بينهما فغضبت ووثبت فانطلقت إلى آبيها وأخبرته بما قالته الماشطة فدعاها فرعون وسألها عن قولها فأقرت فزجرها فقال: ارجعي عن قولك وإلا فعلت بك فعلة فلم تطعه فأمر بها فرعون فمدت بين أوتاد وبذلك كان يعذب فرعون من عذب ثم أمر بالحيات والعقارب وألقيت عليها وقال لها: هذا دأبك إلى أن تكفري بالله موسى فقالت : لا أكفر بالله لو عذبتني مائة سنة قال: وكان لها ابنان فأمر فرعون فأتي بهما ثم قال لها: إما أن تكفري وإما أن أقتل ابنك الاكبر، فقالت: لا أكفر، فذبح ابنها على وجهها فجزعت فأنطق الله أوداج ابنها حتى قال: يا أماه لا تجزعي فقد صرت إلى الجنة ولا تكفري بالله واصبري على عذاب فرعون فإن عذاب الله شديد فقال لها فرعون: إما أن تكفري وإما أن أذبح ابنك الأصغر فقالت: لا أكفر بالله تعالى ولو قتلت الناس أجمعين فأمر بابنها وكان رضيعا فجزعت فتكلم الصيي وقال: يا أماه لا تجزعي فإني وأخي وأنت جميعا في الجنة فانظري فوقك، فنظرت فرأت بابا من السماء مفتوحا حتى رأت الجنة ونعيمها ففرحت واستبشرت فذبح ابنها على وجهها ثم قتلت وعرجت الملائكة بأرواحهم إلى الجنة، ويروى آن فرعون قتل لها ثلاثة بنين على وجهها وكانت امرأة فرعون آسية تنظر من منظرة لها إلى ما يصنع فرعون بها وبأولادها، فلما دخل عليها فرعون قالت له: يا فرعون ما أقسى قلبك (1) جاء بالأصل (فعسي) والصواب عى

صفحة ١٨٠