155

============================================================

ذكر موسى عليه السلام شهر كذا وكذا، وكان الحمل بعد ثلاث ساعات من الليل، فأخبرت حملة العرش ملائكة السملوات وأخبرت الملائكة بعضها بعضا وكانت الجن والشياطين تسترق السمع قبل محمد كما ذكر الله تعالى في القرآن فلما سمعت الشياطين ذلك أخبرت كهنتهم بذلك ورأت المنجمة أيضا في نجومهم آن مولودا يكون في بني إسرائيل ويكون سبب ذهاب ملك فرعون وهلاكه، فأقبلوا إلى فرعون وأخبروه بذلك وذكروا وقت مولده له قال: فما الحيلة فيه؟ قالوا: أن تعزل في تلك الليلة الرجال من النساء كلهم فلا يقرب أحد أهله في تلك الليلة قال: وكيف أقدر على ذلك؟ قالوا: ينبغي أن تأمر بمنبرك فيخرج إلى الصحراء وتجلس عليه وينادي في الناس أن يخرجوا لرؤيتك وكان عدو الله فرعون لا يظهر لعامة الناس لا سيما بني إسرائيل وإذا أراد الركوب نادى مناديه ليدخلوا بيوتهم، فإن صادف أحدا في سيره أمر آن يضع وجهه على الأرض لثلا ينظر إلى فرعون قال وهب إنه قال فرعون ما جئتموني بشيء أشد من هذا، ثم أمر مناديا فنادى في الناس بذلك فقال: قد أباحكم الملك النظر إليه وأخرج من خزائنه الأموال ليعطيكم، فاجتمع الناس وأسرعوا لا سيما بني إسرائيل فخرج إليهم فرعون فخطبهم ووعدهم ومناهم وألان القول لبني إسرائيل وأعطاهم من الأموال ففرحت بنو إسرائيل ورأوا الفرح بعد شدة شديدة كانوا فيها ففزع من ذلك عند غروب الشمس ثم قال لهم: إني أحب أن تبيتوا الليلة عندي ههنا ونرجع غداة غد إلى البلد، فأجابوه بذلك طوغا، وكانت تلك الليلة ليلة الجمعة التي قالت له الكهنة قال: ثم دعا فرعون بدابة فركبها وكان أحب الدواب إليه الدهم فركب معه هامان وعظماء قومه، فلما بلغ باب الإسكندرية أمرهم أن يرجعوا إلى معسكر بني إسرائيل فيبيتوا معهم ويحرسوهم لئلا يرجع آحد منهم إلى منزله وأهله حتى أصبحوا لئلا تحمل المرأة التي ذكرت بالمولود الذي ذكر فرجعوا، وكانت مفاتيح أبواب الاسكندرية بيد عمران وهي دار مملكة فرعون في ذلك الوقت ويقال: لا، بل كان مسكنه مدينة من أرض مصر يقال لها عين الشمس فكانت مفاتيح أبوابها بيد عمران فدعا فرعون عمران وقال: هات مفاتيح المدينة لأدخلها، وروي أنه فعل ذلك ليخلو بأهله وقال: إن صدق قول الكهنة والمنجمين فلعله يكون ولدي لأن امرأته كانت من بني إسرائيل حتى إن سلبه أحد ملكه كان ذلك على يد ولده فقال له عمران: أيها الملك لا تدخل المدينة وحدك فلعل بعض أعدائك يمكن أن يدل عليك أحد بخديعة فيكون فيه هلاكنا ولقد عرفت مكر الناس فوقع ذلك في تفسه وقال: صدقت يا عمران ونصحت وما هذا بأول نصحك وموذتك لي فادخل آنت معي وأنت بذلك أحق وأنا بك أوثق فكان عمران ذا منزلة عنده فدخل معه عمران وأغلق الباب حتى صار فرعون إلى قصره، فقال: يا عمران تعلم أني أدخلتك المدينة معي دون خاصيتي لثقتي بك وكرامتك علي فلا

صفحة ١٥٥