============================================================
باب في ذكر إسحق وولده عليه السلاه(1) فأما إسحلق فإنه قد كان بعثه أبوه إلى أرض كنعان وكان إبراهيم عليه السلام نازلا بفلسطين، وكان نبيا يدعو الناس في زمن آبيه وهو تزوج رفقا بنت ناخور بن تارخ وتارخ هو آزر، وكانت رفقا بنت عم إسحنق فولدت له ولدين عيصوا ويعقوب ويقال آيضا لعيصوا: العيص من غير الواو، وخرج العيص قبل يعقوب ثم خرج يعقوب في يده عالفة بعقب العيص فسمي يعقوب لذلك وكان العيص أحب إلى إسحلق من يعقوب وكان بعقوب أحت إلى أمه من العيص ولما كبر إسحلق وضعف كف بصره فقال للعيص يوما من الأيام وكان العيص صاحب صيد فقال: يا بني اثتني بصيد واصنع لي منه طعاما لآكله فأدعو لك بالبركة وكان العيص رجلا أزبا(2) كثير الشعر، فلما قال له أبوه ذلك سمعت أمه قول إسحلق فقالت ليعقوب: إن أباك قال للعيص كذا وكذا، فانظر الجدي الذي عندك فاذبحه واتخذ منه طعاما واجعل جلده على ساعدك وتنكر في صوتك إذا كلمت أباك وقل له: أنا العيص ليدعو لك ففعل يعقوب ذلك، فلما قرب الطعام إلى أبيه، قال له: ادن مني فقبض على ساعده وقال: أرى ساعد العيص وأسمع نفخة يعقوب ثم دعا له بالبركة وقال: بارك الله في ولدك وجعل فيهم النبوة والكتاب فيقال كان في ذرية يعقوب سبعون ألف نبي ولما رجع العيص من صيده اتخذ طعاما وقربه إليه وقال: يا أبت أتيتك بما أردت فكل منه قال إسحلق ذهب بالدعوة ولكن أدعو لك دعوة أخرى كثر الله ولدك وجعل فيهم الملوك وجعل فيهم نبئا صبورا هذا في قول من قال إن أيوب كان من ولد العيص، قال: ثم إن العيص حقد على أخيه يعقوب لفعله فقال له يوما: يا أخي إني أحب أن تزورني فقد هيأت لك ضيافة فأجابه فلما اكل وهم آن ينصرف أهدى له مائة (1) انظر تفاصيل ذلك في: الثعلبي - العرائس ص 47، ابن كثير - البداية والنهاية 255/1.
(2) أزب: الأزب في اللغة الكثير الشعر. ابن منظور: محمد بن مكرم بن علي بن أحمد الأنصاري الافريقي المصري ت 711ه. لسان العرب المحيط- إعداد وتصنيف يوسف خياط - دار لسان العرب بيروت 54/1 باب (أزب) وجاء في الأصل (أزربا) والصواب (أزيا):
صفحة ١٠٠