سنة سبع وخمسين ومأتين (1) وتاريخ ذلك في أواخر الكتب مما رويتهما عنى حسبما رسمته لك. وتوخ سلوك طريقة اجداد أبيك رحمهم الله، وتقبل اخلاقهم، وتشبه بهم في افعالهم، واجتهد في حفظ الحديث والثقة فيه، وواظب على ما يقربك من الله عزوجل، واعلم أنه ما اسن أحد قط الاندم على ما فاته من التقرب إلى الله عزوجل بطاعته في شيبته (مشيته - خ) وعلى ما دخل فيه من المحظورات في حداثته حين اسمعه الندامة ولا يمكنه استدراك ما فاته من عمره. واصحب مشايخ اصحابك، ومن تزين بصحبته بين الناس وان صحبت احدا من أترابك فلا تدع مع ذلك صحبة المشايخ، أجاب الله فيك دعوتي وأحسن عليك خلافتي. وان رزق الله جل وعز الحياة، ومد في الاجل إلى ان تكتب عنى ما امليته عليك وتحفظ ما اسنده لك فذلك مناى وإلى الله عزوجل ارغب فيه وان تكن الاخرى وتقدمت ايامي قبل ذلك فالله عزوجل خليقتى عليك، واياه اسئل ان يحفظني فيك ويحفظ صالح اجدادك من بكير وإلى كما حنظ للغلامين بصلاح ابيهما (2) فقد مر في بعض الحديث انه كان بين ابيهما الذى حفظ له وبينهما سبعمائة سنة والله عزوجل حسبى فيك، وفي نفسي ونعم الوكيل.
---
(1) كان محمد بن الحسين بن أبى الخطاب الزيات من ثقات أصحاب الجواد والهادي والعسكري عليهم السلام جليلا، عظيم القدر كثير الرواية ثقة، عينا حسن التصانيف مسكونا إلى روايته، مات سنة اثنتين وستين ومأتين، ذكره النجاسى. (2) اشارة إلى قصة موسى وخضر في أمر الغلامين: (واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة). (*)
--- [ 45 ]
صفحة ٤٤