242

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

الناشر

دار المشرق

رقم الإصدار

الثالثة

مكان النشر

بيروت

تصانيف

كريمَ النفس قُمْ بالنفسِ فادٍ ... فقد نَسيَ العَقُوقُ ثَدى الولادِ
عهدتُ الحرَّ يعتنق العوالي ... ويدفعُ عنقهُ من ذي ودادِ
وإن خان الدعيُّ حليبَ أمٍّ ... فذاك بنفسهِ عنها يُفادي
ومنها يصف ثورة أعداء الدين وشهامة أنصاره:
أثاروا ضدَّ رأس الدين حربًا ... حِرَابُهمُ بها كانت صوادي
ونادوا ابن مَن يحمي ذمارًا ... ترومُ في نزالَهُ في أي نادٍ
فما لبث الرواوةُ أن أتوْهم ... بأسرعَ من صدى الصوت المُنادي
وصاحوا يا لحقّ بابويٍ ... متين الأصل مرتَفَعِ العمادِ
وشاقَتْهم كؤوس الحَتْف شربًا ... وحنُّوا للمهنَّدةِ الحدادِ
رويدًا أيها الأبطال مَهْلًا ... فسيفُ عُداتكم الدم صادِ
حُسامٌ من جهنَّمَ قُلّدوهُ ... تقدُّ شفارُهُ صُمٍّ الجمادِ
ألا دَعْنا نُلاقي الحتف عفوًا ... ولا تَحِرم جياعًا حسن زادِ
بمَ الأعضاء تحيا بعد رأسٍ ... وكيفَ الجسمُ دون القلب هادٍ
فكُفَّ ملامةَ الحُساَّدِ عَّنا ... ونادِ على السطوح وفي المِهادِ
دَعوهم ينصرون الحقَّ جهرًا ... على أهل الضلالةِ والفسادِ
دَعوهم في الفخار لجرِ ذيلٍ ... ونَيلِ أكلةٍ عُقبى جهادِ
ولا تخشوا عليهم من ضلالٍ ... فلاموريسيَارُ أحقٌ هادٍ
إلى أن قال يمدحهم بفوزهم إكليل الشهادة:
فإذ شهد الرواوةُ تِي الرزايا ... ونارَ الحرب تُضرَمُ باتقادِ
بدمِهمِ الزكيَّ أطفئوها ... وما أحلى الدماءَ بذا الجهادِ
فلا تحزن عليهم نادباتٌ ... خرائدُ سافرات في حدادِ
فإن غابوا فأقمار توارت ... وليس أفولها حدَّ النفادِ
وإن فقدوا الحياةَ فقد أصابوا ... بدار الخُلدِ مجدًا بازديادِ
أتوا مولاهمُ شهداءَ حقٍ ... وعدوُّا القَتْل أشهى من شهادِ
وللخوري يوسف الهاني مآثر أخرى أخصها كتاب منارة الطلاب في التصريف

1 / 243