183

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

الناشر

دار المشرق

رقم الإصدار

الثالثة

مكان النشر

بيروت

تصانيف

سنة ١٧٩٥ وانكب منذ شبابه على الدروس الشرقية ثم أرسلته حكومته بصفة ترجمان إلى الأستانة ثم إلى أزمير ثم جال ثلاث سنوات في بلاد الشام فيكن جبلها ومدنها وتوغل في باديتها حيث أبتاع لحكومته جيادًا أصيلة. وكان في سياحته أتقن اللهجات العربية فألف فيها غرامًا طيقًا وأصلح معجم الأستاذ القطبي اليوس نجتر فجدد طبعه. وقد ندبته الحكومة إلى تدريس اللغة العربية في مكتب دروسها العليا فلم يلبث أن أحرز له شهرة كبيرة في التعليم. ثم خص حياته في درس آثار العرب وتاريخهم القديم وقد ألف في ذلك كتابًا واسعًا في ثلاث مجلدات لم يبلغ فيه أحد شأوه وقد نفد فيه طبعه حتى بيع بثلاثمائة فرنك إلى أن جدد طبعه بالنور والحجر. وللمسيو دي برسفال تآليف أخرى عديدة ومقالات فنية في كل آداب الشرق أخضها تراجم الموسيقيين العرب. كانت وفاته وقت حصار باريس وفيها مات في ١٥ك٢ ١٨٧١.
ومن مشاهير المتوفين من المستشرقين في هذه السنين (لويس أمالي سيديليو) (L. A. Sedillot) ولد في باريس في ٣٣ حزيران سنة ١٨٠٨ وتخرج على أبيه الفلكي المغرم بآداب الشرق (ج١ ص٦٥) فتعقب آثاره وجعل ينقب في المكاتب الشرقية ليستخرج منها دفائنها فنجح في ذلك بعض النجاح. ونشر سنة ١٨٣٣ كتب أبي الحسن علي المراكشي المدعو جامع المبادئ والغايات في الآلات الفلكية الذي نقله أبوه إلى الفرنسوية ثم نشر القسم الثاني منه في مجموعة المقالات الأكاديمية الفرنسوية. (Mem presentes par divers Savants I S. R VOL I - ٢٢٥) ونشر مقالات أخرى رياضية لأحمد بن محمد السنجاري وللإمام المظفر الأسفرلدي وصنف تاريخًا للرياضيات عند اليونان والعرب. وقد بالغ المسيو سيديليو في تعظيم اكتشافات العرب الفلكية وغيرها حتى بخس حقوق اليونان فقام بينه وبين علماء زمانه جدال عنيف في ذلك فخطأوه وأثبتوا له أنه تجاوز في كلامه حدود الحقيقة. وكذا يقال عن تاريخ العرب الذي ألفه وطبعه مرتين فأنه قد رمى الكلام على عواهنه وشط في مزاعمه وقد خدع في كتابة المصريون فنقلوه إلى العربية ظنًا منهم أنه من الآثار الفريدة. توفي المسيو سيدلو في ٢ ك١ سنة ١٨٧٥ في باريس.
ولبى دعوة ربه بزمن قليل المسيو (جول موهل) (J. Mohl) كأن هذا الألماني الأصل فولد في ستوتغارت سنة ١٨٠٠ ودرس في كلية توبنغن. ثم شعر في

1 / 184