299

كتاب التأريخ

الناشر

دار صادر

مكان النشر

بيروت

عرض رسول الله نفسه على القبائل وخروجه إلى الطائف

واجترأت قريش على رسول الله بعد موت أبي طالب وطمعت فيه وهموا به مرة بعد أخرى وكان رسول الله يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم ويكلم شريف كل قوم لا يسألهم إلا أن يؤووه ويمنعوه ويقول لا أكره أحدا منكم إنما أريد أن تمنعوني مما يراد بي من القتل حتى أبلغ رسالات ربي فلم يقبله أحد وكانوا يقولون قوم الرجل أعلم به فعمد لثقيف بالطائف فوجد ثلاثة نفر إخوة هم يومئذ سادة ثقيف وهم عبد يا ليل بن عمرو وحبيب بن عمرو ومسعود بن عمرو فعرض عليهم نفسه وشكا إليهم البلاء فقال أحدهم ألا يسرق ثياب الكعبة إن كان الله بعثك وقال الآخر أعجز على الله أن يرسل غيرك وقال الآخر والله لا أكلمك أبدا لئن كنت رسولا كما تقول لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك وتهزأوا به وأفشوا في قومهم ما قالوه له وقعدوا له صفين فلما مر رسول الله رجموه بالحجارة حتى أدموا رجله فقال رسول الله ما كنت أرفع قدما ولا أضعها إلا على حجر ووافاه بالطائف عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ومعهما غلام لهما نصراني ويقال له عداس فوجها به إلى رسول الله فلما سمع كلامه أسلم ورجع رسول الله إلى مكة

صفحة ٣٦