291

كتاب التأريخ

الناشر

دار صادر

مكان النشر

بيروت

وأمره الله عز وجل أن ينذر عشيرته الأقربين فوقف على المروة ثم نادى بأعلى صوته يا آل فهر فاجتمعت إليه بطون قريش حتى لم يبق أحد منهم فقال له أبو لهب هذه فهر ثم نادى يا آل غالب فانصرفت بنو محارب وبنو الحارث بن فهر ثم نادى يا آل لؤي فانصرفت بنو تيم الأدرم بن غالب ثم نادى يا آل كعب فانصرفت بنو عامر وبنو عوف بن لؤي ثم نادى يا آل مرة فانصرفت بنو عدي بن كعب وبنو سهم وجمح ابني هصيص بن كعب ثم نادى يا آل كلاب فانصرفت بنو تيم ابن مرة وبنو مخزوم بن يقظة بن مرة ثم نادى يا آل قصي فانصرفت بنو زهرة ثم نادى يا آل عبد مناف فانصرفت بنو عبد الدار وبنو عبد العزى ابني قصي ثم نادى يا آل هاشم فانصرفت بنو عبد شمس وبنو نوفل وأقام بنو عبد المطلب فقال أبو لهب هذه هاشم قد اجتمعت فجمعهم في بعض دورهم وحدثني أبو عبد الله الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي من ولد ربيعة بن الحارث أنهم كانوا في دار الحارث بن عبد المطلب وكانوا أربعين رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فصنع لهم طعاما فأكلوا عشرة عشرة حتى شبعوا وكان جميع طعامهم رجل شاة وشرابهم عس من لبن وان منهم من يأكل الجذعة ويشرب الفرق ثم أنذرهم كما أمره الله ودعاهم إلى عبادة الله تعالى وأعلمهم تفضيل الله إياهم وختصاصه لهم إذ بعثه بينهم وأمره أن ينذرهم فقال أبو لهب خذوا على يدي صاحبكم قبل أن يأخذ على يده غيركم فإن منعتموه قتلتم وإن تركتموه ذللتمم فقال أبو طالب يا عورة والله لننصرنه ثم لنعيننه يا ابن أخي إذا أردت أن تدعو إلى ربك فأعلمنا حتى نخرج معك بالسلاح وأسلم يومئذ جعفر بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث وأسلم خلق عظيم وظهر أمرهم وكثرت عدتهم وعاندوا ذوي أرحامهم من المشركين فأخذت قريش من استضعفت منهم إلى الرجوع عن الإسلام والشتم لرسول الله فكان ممن يعذب في الله عمار بن ياسر وياسر أبوه وسمية أمه حتى قتل أبو جهل سمية طعنها في قبلها فماتت فكانت أول شهيد في الإسلام وخباب بن الأرت وصهيب بن سنان وأبو فكيهة الأزدي وعامر بن فهيرة وبلال بن رباح وقال خباب بن الأرت يا رسول الله ادع لنا قال إنكم لتعجلون لقد كان الرجل ممن كان قبلكم يمشط بأمشاط الحديد ويشق بالمنشار فلا يرده ذلك عن دينه والله ليتممن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على عنزه واشتد على القوم العذاب ونالهم منه أمر عظيم فرجع عن الاسلام خمسة نفر وهم أبو قيس بن الوليد بن المغيرة وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة . . . . . .

فروي أن فيهم نزلت هذه الآية

﴿الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم

إلى آخر الآية

صفحة ٢٨