288

كتاب التأريخ

الناشر

دار صادر

مكان النشر

بيروت

وروي بعضهم أن رسول الله قام بسوق عكاظ عليه جبة حمراء فقال يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا وتنجحوا وإذا رجل يتبعه له غديرتان كأن وجهه الذهب وهو يقول يا أيها الناس إن هذا ابن أخي وهو كذاب فاحذروه فقلت من هذا فقيل لي هذا محمد بن عبد الله وهذا أبو لهب ابن عبد المطلب عمه وكان المستهزئون به العاص بن وائل السهمي والحارث ابن قيس بن عدي السهمي والأسود بن المطلب بن أسد والوليد بن المغيرة المخزومي والأسود بن عبد يغوث الزهري وكانوا يوكلون به صبيانهم وعبيدهم فيلقونه بما لا يحب حتى إنهم نحروا جزورا بالحزورة ورسول الله قائم يصلي فأمروا غلاما لهم فحمل السلى والفرث حتى وضعه بين كتفيه وهو ساجد فانصرف فأتى أبا طالب فقال كيف موضعي فيكم قال ما ذاك يا ابن أخي فأخبره ما صنع به قال فأقبل أبو طالب مشتملا على السيف يتبعه غلام له فاخترط سيفه وقال والله لا تكلم رجل منكم إلا ضربته ثم أمر غلامه فأمر ذلك السلى والفرث على وجوههم واحدا واحدا ثم قالوا حسبك هذا فينا يا ابن أخينا واجتمعت قريش إلى أبي طالب فقالوا ندعوك إلى نصفة هذا عمارة بن الوليد بن المغيرة أحسن قريش وجها وأكملهم هيئة فخذه فصيره ابنك وصير إلينا محمدا نقتله فقال ما أنصفتموني أدفع إليكم ابني تقتلونه وتدفعون إلي ابنكم أغذوه وقال أبو طالب في ذلك

( عجبت لحلم يا ابن شيبة عارف

وأحلام أقوام لديك سخاف )

( يقولون شايع من أراد محمدا

بسوء وقم في أمره بخلاف )

( أصاميم إما حاسد ذو خيانة

وإما قريب منه غير مصافي )

( ولا يركبن الدهر منك ظلامة

وأنت امرؤ من خير عبد مناف )

( وإن له قربى إليكم وسيلة

وليس بذي حلف ولا بمضاف )

( ولكنه من هاشم في صميمها

إلى أبحر فوق البحور طوافي )

( فإن عصبت فيه قريش فقل لها

بني عمنا ما قومكم بضعاف )

( فما قومكم بالقوم يخشون ظلمهم

وما نحن فيما ساءكم بخفاف )

وقال أيضا

( وينهض قوم نحوكم غير عزل

ببيض حديث عهدها بالصياقل )

( وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ثمال اليتامى عصمة للأرامل )

صفحة ٢٥