إن عليا (ع) بتربيته النبوية، وإيمانه الصادق وشخصيته الفذة، ومؤهلاته الفريده، ومواقفه الشجاعة، وتضحياته التي صدر بها تاريخ الأمة الإسلامية، كل هذه وغيرها من الأمور جعلت الإمام عليا (ع) المؤهل الوحيد لوصاية رسول رب العالمين، وخلافة وإمرة المؤمنين.
وقد انطوى القرآن الكريم والسنة النبوية على كثير من النصوص والروايات تنطق كلها بتنصيب علي عليه السلام أميرا للمؤمنين ووصيا لرسول رب العالمين، وتوجب سلوك سبيله وخطه، ومن تلك النصوص ما يلي:
1 لما نزل قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين }[الشعراء: 214]
جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني عبدالمطلب وأطعمهم وأنذرهم وقال: (( يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من الله عز وجل والبشير بما لم يجيء به أحد، جئتكم بالدنيا والآخرة، فأسلموا وأطيعوني تهتدوا ومن يؤاخيني ويؤازرني ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي ديني )) فأسكت القوم، وأعاد ذلك ثلاثا كل ذلك يسكت القوم ويقول علي أنا. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أنت. فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب: (( أطع إبنك فقد أمر عليك )) (1).
{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (2) }[المائدة: 55].
صفحة ٢٨