194

دعوته (ع) كان الإمام (ع) قد أعد نفسه وهيأها لتحمل مسئولية الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وقد توافد عليه العلماء والفضلاء لمناقشته ومجاراته في العلوم، ويروى أنه اجتمع عليه ألف وأربعمائة عالم يسألونه ويناظرونه في مختلف العلوم فوجدوه بحرا لاينقطع، فاعترفوا بفضله وعلمه وانتشروا دعاة له (1).

وقد أعلن دعوته سنة (532 ه) يدعو الناس فيها إلى العمل بكتاب الله وسنة رسوله (ص)، وإلى التوحد والائتلاف، وإقامة العدل والاتصاف، وتهافت الناس على بيعته وانتظم له أمر صعدة، وجاءته المكاتبات من أنحاء اليمن يطلبونه الوصول إليهم، ودخل نجران، وصنعاء، وزبيد، واستقام له أمر اليمن، وامتدت دعوته إلى ينبع، و..... وخطب له هناك، وأرسل دعوته إلى الجيل والديلم فانقادوا لأحكام ولايته.

وقد عبر نشوان بن سعيد الحميري عن سعادة الناس ببيعتهم في أبيات منها:

فأبلغ ساكني الأمصار إنا * بأحمد ذي المكارم قد رضينا

بأكرم ناشيء أصلا وفرعا * وأعلا قائم حسبا ودينا

رضينا بالإمام وذاك فرض * نقول به ونعلن مابقينا (2)

حكايات من حياته (ع)

بذل الإمام (ع) نفسه وحياته لإسلامه ودعوته ومعتقده، وأطلق صوت الحق والعدالة في تلك الظروف البالغة الخطورة، وعمل على توحيد اليمن، ولم شمل الأمة المسلمة، ونشر العلم، وشجع على تعليمه ومدارسته وانتعش الفكر الإسلامي وازدهر في عصره ازدهارا كبيرا.

صفحة ١٩٥