تاريخ ابن حجي
الناشر
دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
الشيخ شرف الدين الهروي أوصى أن توقف داره مدرسة دار قرآن وكان بابها إلى ناحية الصمصامية والوجيهية فاشترى الفرن الذي عند دار الحديث وكان وقفًا به الشيخ إبراهيم وأضافه إلى الدار المذكورة وجعلت دار قران وذلك سنة ست وتسعين كما قدمنا.
وكان لشهاب الدين الحاجب قيام في ذلك ومساعدة فلهذا السبب كان يميل إليه مع كثرة خدمته له وتردده إليه فسأله أن يدفن بتربته فأجابه إلى ذلك وكان يقال أنه أول من يدخل إلى الجامع وآخر من يخرج منه، يأتي سحرًا فيجلس في مكان الإقراء إلى ضحى النهار ثم يجيء آخر النهار فيجلس إلى هوي من الليل.
وكان شيخًا طولًا كامل الهيبة وله قوة وهمة ويأكل كثيرًا وطَيبًّا على عادة الصوفية ثم ضعف بآخره وقل أكله وانقطع بالمرستان إلى أن توفي إلى -رحمه الله تعالى- ويومئذ أعني يوم الأحد ثامنه أول برمهات ويوم الثلاثاء عاشره توفي علاء الدين علي بن عمر ..... الشاهد ودفن بالصوفية.
ويوم السبت رابع عشره وقع بعد الزوال مطر كثير جدًا وبرد جرت منه الميازيب، وفي الساعة السادسة من ليلة الأحد نصفه نقلت الشمس إلى برج الجوزاء والبرد إلى الآن موجود والناس مستمرون على لبس الفراء والصوف ولله الحمد، وأما المياه فقليلة جدًا ولم يزد النهر ولم تدفع العين في هذه السنة شيئًا، بل هو باق على قلته بل أقل وهو في تناقص، ونهر بردى يخوضه الطفل ولا يبلغ الساقين، ونهر بردى عند جسر ... يابس ليس فيه قطرة وهذا لم نعهده.
ويوم الثلاثاء سابع عشره قبض على الأمير أقبغا الذي كان دوادار السلطان ثم خزندارًا ثم حاجبًا بالقاهرة، ثم صار بدمشق أميرًا فسجن وأودع القلعة وفي الغد يوم الأربعاء قبض على أمير يقال له خضر ثم أرسلا إلى قلعة الصبيبة أو المرقب (١).
(١) المرقب -قال ياقوت -بلد وقلعة حصينة على ساحل الشام- معجم البلدان ٥/ ١٢٧ (١١١٤٥).
1 / 233