189

الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة

الناشر

مكتبة مصطفى البابي الحلبي

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م

مكان النشر

مصر

إلا منافق (١). رواه الطبراني في الأوسط، ورواته محتجّ بهم في الصحيح.
٣ - وروى عن عثمان بن عفان ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: من أدركه الأذان في المسجد، ثم خرج لم يخرج لحاجةٍ، وهو لا يُريد الرجعة فهو منافق (٢). رواه ابن ماجه.
٤ - وعن سعيد بن المسيب ﵁ أن النبى ﷺ قال: لا يخرج من المسجد أحدٌ بعد النداء إلا منافق إلا لعذرٍ أخرجته حاجة، وهو يريد الرُّجوعَ. رواه أبو داود في مراسيله.
الترغيب في الدعاء بين الأذان والإقامة
١ - عن أنس بن مالكٍ ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: الدعاء بين الأذان والإقامة لا يُردُّ (٣). رواه أبو داود والترمذي، واللفظ له، والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما، وزاد: فادعوا، وزاد الترمذي في رواية:
قالوا: فماذا نقول يا رسول الله؟ قال: سَلُوا الله العافية (٤) في الدنيا والآخرة.
٢ - وعن سهل بن سعدٍ ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء، وقلما تُرَدُّ على داعٍ دعوته: عند حضور النداء (٥)، والصَّفِّ في سبيل الله

(١) منافق يخفى كفره، ويظهر إيمانه، وفي حديث: نافق حنظلة، أراد أنه إذا كان عند النبى ﷺ أخلص وزهد في الدنيا، وإذا خرج عنه ترك ما كان عليه، ورغب فيها فكأنه نوع من الظاهر والباطن ما كان يرضى أن يسامح به نفسه أهـ نهاية ص ١٦٦.
(٢) قد عد رسول الله ﷺ المنافق الذى وجد في المسجد وقت الأذان، ويريد أن يخرج بلا عذر.
(٣) الله يتفضل بإجابته.
(٤) اطلبوا من الله جل وعلا السلامة من الأسقام والبلايا وكسب الصحة، والنجاة من الشدائد والمصائب في الحياة وبعد الممات، ومنه حديث أبى بكر (سلوا الله العفو والعافية والمعافاة) العفو: محو الذنوب، والمعافاة: أن يعافيك الله من الناس، ويقيك شرهم، ويعافيهم منك.
(٥) الأذان، ووقت نشوب المعركة، وازدحام الصفوف: المجاهدة في سبيل نصر دين الله، وقمع أعداء الباطل، والآن لا حرب ولا جهاد إلا لإخراج المستعمر، فوقت الإجابة الدفاع عن الباطل، ونصر المظلوم، وقول الحق، والأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر، ورد الظالم عن ظلمه، وإغاثة الضعيف، وجهاد النفس أن تحضر مجالس الصاحلين، وتقتدى بفعالهم، وتتجنب الأشرار، وهكذا من الأمور المدركة الآنز لعل وقتها تتفتح أبواب رحمة القادر فيلطف بعباده.

1 / 190