حماية الأجانب والأقليات. (4)
بقاء السودان على ما كان عليه.
وفي 19 أبريل من 1923 اختارت الحكومة ثلاثة من الأشخاص البارزين فوضعوا الدستور المصري. وكان سعد ورفاقه قد أعيدوا من المنفى وتولى هو أولى الوزارات الدستورية في 1924.
وفي سني الثورة هذه - في الوقت الذي كان يعمل فيه سعد ورفاقه - ويهدم فيه خصومه ما يحاول أن يبنيه، في هذا الوقت كان الشعب يختمر ويبني روحا جديدا؛ فقد حفظت مبادئ ولسن، وكان الطلبة والموظفون والتجار يتناقشون فيها ويجدون فيها إيحاء لمكافحة الإنجليز وتحقيق الاستقلال. وكانت المظاهرات من الطلبة والنسوة، بل كانت الغزوات من الريفيين على السكك الحديدة وأسلاك التلغراف. كل هذا - على ما وقع فيه من شطط - كان يبعث النشاط في الأمة.
وكان خروج النسوة في المظاهرات ليس ثورة على الإنجليز وحدهم بل كان ثورة أيضا على ألف سنة من ظلام الحجاب؛ فقد كن يخرجن مقنعات بالبراقع البيض في المظاهرات الأولى. ولكن لم تمض أشهر حتى كن قد خلعن البراقع، وتألفت منهن لجان في الوفد.
ومن القصائد التي نظمها حافظ إبراهيم قصيدة في وصف المظاهرات الأولى للسيدات المصريات في 1919، وكان الإنجليز لا يأنفون حتى من ضربهن كما كانوا يفعلون بمظاهرات الطلبة. قال حافظ:
خرج الغواني يحتجج
ن ورحت أرقب جمعهنه
فإذا بهن تخذن من
سود الثياب شعارهنه
صفحة غير معروفة