العلة التي من أجلها صالح الحسن(ع)معاوية
وأما الحسن(ع)فقد جرى عليه من خذلانه بعد قتل أبيه علي بن أبي طالب(ع)حتى اضطر إلى صلح معاوية ثم بعد ذلك يتفق له من يلومه على صلح معاوية ويقال عن بعض جهالهم وسفهائهم أنه يقول إن الحسن(ع)باع الخلافة.
والجواب عن صلحه(ع)لمعاوية من وجوه أحدها أنه ما أجاب هو به
كما رواه عنه أبو سعيد عقيصا قال قلت للحسن بن علي بن أبي طالب(ع)يا ابن رسول الله لم داهنت معاوية وصالحته وقد علمت أن الحق لك دونه وأن معاوية ضال باغ فقال يا أبا سعيد ألست حجة الله على خلقه وإماما عليهم بعد أبي(ع)قلت بلى قال ألست الذي قال رسول الله(ص)لي ولأخي هذان ولداي إمامان قاما أو قعدا قلت بلى قال فأنا إذن إمام لو قمت وأنا إمام لو قعدت يا أبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله(ص)لبني ضمرة وبني أشجع ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية أولئك كفار بالتنزيل ومعاوية وأصحابه كفار بالتأويل يا أبا سعيد إذا كنت إماما من قبل الله تعالى لم يجز أن يسفه رأيي فيما أتيته من مهادنة أو محاربة وإن كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبسا ألا ترى الخضر(ع)لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى(ع)فعله لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضي هكذا أنا سخطتم علي بجهلكم بوجه الحكمة ولو لا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل (1)
.
صفحة ١٩٦