فقال لها علي (عليه السلام): قد عرفت الذي خلا بها وأرادها له (1)، وهو بعض ما كنت فيه وأبوك وصاحباه، مما قد أسماه (2)، فوجمت (3) أن ترد عليه كلمة.
قال علي (عليه السلام): فما لبثت أن (4) نادتني فاطمة (عليها السلام)، فدخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يجود بنفسه (5)، فبكيت ولم أملك نفسي (6) حين رأيته بتلك الحال يجود بنفسه.
فقال لي: ما يبكيك يا علي؟ ليس هذا أوان البكاء، فقد حان الفراق بيني وبينك (7)، فأستودعك الله (8) يا أخي، فقد (9) اختار لي ربي ما عنده، وإنما بكائي (10) وغمي (11) وحزني (12) عليك وعلى هذه أن تضيع بعدي، فقد أجمع القوم على ظلمكم، وقد استودعتكم (13) الله (14) وقبلكم مني وديعة.
يا علي إني قد أوصيت (15) ابنتي فاطمة بأشياء وأمرتها (16) أن تلقيها إليك (17)، فأنفذها،
صفحة ١٩٠